محمود غريب يكتب..طعموا عقولكم

عندما أنزل الله الوحى على سيدنا محمد (ص) كانت أول التعاليم الألهية هى( سورة أقرأ) والتى تدعونا للقراءة وتعلم العلم على أطلاقة ولم تحدد لنا نوعية القراءة و فى ظنى تركها على أطلاقها رحمة بالبشرية وليتعلم كلا منا بنفسة وأقرارا بحرية الأختيار لكل فرد . فعندما يتخذ الفرد القراءة منهجا له فأنه مع الوقت سيتعلم ما هى نوعية القراءة الأيجابية والسلبية له .

فالدول التى أتبعت هذا المنهج نهضت وأرتفعت والدول التى تخلت عنة هوت وتخلفت ، فعندما تخلت الدول الأسلامية فى شتى بقاع الأرض عن منهج القراءة تخلفت دولهم لتخلف أفكارهم ، فى حين نهضت الدول الأوروبية والأمريكية لتمسكهم به فنهضت أفكارهم .فما كان لهم أن يتقدموا بدون القراءة و البحث الذى ساعد على رفعة مكانتهم بين الأمم فلم يكتفوا بالبحث على الأرض ولكن أنطلقوا فى ملكوت الله بما حباهم الله من فهم فى أتباع منهجة فبقدر فهمهم للمنهج تقدموا وبقدر فهمنا للمنهج تخلفنا.
قال تعالى ( هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) . بذا يكون تخلينا عن هذا المنهج هو التخلى عن الرفعة والسمو والأنسحاب من الحياة ولكن برضا منا ، وأنطلق الكثيرون منا الى منهج أخر دنيوى من صنعنا وهو التزيد وأدعاء التدين والتكلف فى أظهار التدين فى كل كلامنا وحركاتنا فى محاولة سريعة وناجعة للسيطرة على الأخر وخاصا أذا كان الأخرهذا بلا تعليم كافى وثقافة كافية مما ينتج عنة أيضا زيادة مساحة التزيد وأدعاء التدين قدوة بمن سبقة ولكن بلا فهم ولا قراءة فنراهم شكلا متدينين ولكنهم غير ذلك .
قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( الأيمان ما وقر فى القلب وصدقة العمل ) . فلا بد أن يكون عملك متوافقا مع أيمانك وأيمانك هذا هو فهمك الحقيقى والواسع للدين وهذا فى أعتقادى هو الأيمان الأيجابى الذى ينهض بصاحبة مما ينسحب على نهضة الأمة . أما الأيمان السلبى فهو فهمك القاصرللدين وحصرة فى الشكل فقط ولا ينسجم مع عملك لأنة أيمان لا يرتكز على أرضية الفهم الحقيقى للدين .
والدليل على ما أقول هو هذا الذى نراة فى مصر الأن والتى بها أكبر نسبة فساد فى العالم وتزداد نسبة الأمية والجهل فيها يوما بعد يوم ومتوسطى الثقافة وبها أكبر نسبة تتزيد و تتظاهر بالدين فأن كان فهمنا للدين سليما لنهض بنا ، فالعيب فينا وفى فهمنا وليس الدين ونرى ذلك أنا وأنت فى تعاملتنا اليومية مع البعض منهم ، فهؤلاء البعض يفتقروا الى منهج القراءة التى بدورها تنتج منهجا فقيرا لا يكلف الفرد منهم ألا الشكل فقط .
فنرى الأيمان شكلا ليس واقعا لأنة لم ينهض بصاحبة ولم ينسحب على الدولة ، لم يمنع الفاسد من أن يفسد ولم يمنع الغاش أن يغش ولا المزيف أن يزيف وقد أتخذ التزييف أشكالا عدة فمنها تزييف الأموال وتزييف العقول والأرادة وتزييف الوعى وتزييف الدين لمصالحهم .
فالأسلام أنتشر فى ماليزيا وأندونيسيا وأسيا الوسطى بالأيما ن الأيجابى وكان الأداة فى ذلك هذا التاجر الصالح الذى عمل بفهمة الحقيقى للدين القائم على ضرورة أتفاق القول مع العمل فكان هذا هو المنهج الأيمانى والقاعدة التى تخلينا عنها فتخلت عنا . فكان هذا الفهم نابع من القراءة من سورة ( أقرأ) .
وقد يشاركنى الكثيرون أن سبب ما تعانية مصر هو بسبب تراجع دور الأزهر فى الحقب الماضية كما أن المعاهد الدعوية قد فشلت فى طريقة الدعوة التى تتبعها كما فشلت معها وفى ذات الوقت المنظومة التعليمية برمتها .
أن عودة الوعى تستلزم قيام الأزهر الشريف بدورة المستنير والذى تراجع كثيرا هذا من جانب وعودة دور الدولة من جانب أخر والذى قد يستغرق عودته بعض الوقت .
أن الأغنياء فقط هم الذين يملكون خزائن لأموالهم فى بيوتهم ويملكون هم فقط مفاتيحها .
ولقد أعطانا الله جميعا خزانة لكلا منا ومفتاحا لها . فخزانتنا هى العقل ومفتاحة هو الفكرة ، فكلما دارت الفكرة دار العقل ، وكلما أفلت الفكرة وقل أستخدامها صدئت وأفل وصدء معها العقل . فالفكرة هى النور فأنيروا عقولكم بنور الفكرة .
فالفكرة سراج القلب ، من أطفئها فلا أضاءة له ““
لذا فأنى أدعوكم لنبدأ بأول دعوة علمنا الله أياها وهى القراءة لأنها التحصين الأول للعقل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار