مدحت الزاهد يكتب.. غارة نتياهو على الحرم الابراهيمى

يمثل اقتحام نتياهو للحرم الابراهيمى بمدنية الخليل عدوانا جديدا على الحقوق الفلسطينية وهو علامة أخرى على التوجه الصهيونى لتوسيع كتلة المستوطنات وتهويد الارض واذلال وطرد أصحابها، كما تطلق موجة هوس عنصرى لدى المستوطنين الصهاينة بالخليل فهناك حدثت المجزرة المروعة عندما فتح بارون جولد شتاين النار من مدفع رشاش على جموع المصليين فى ساحة الحرم الابراهيمي واغرقهم ـ وهم اثناء الصلاة ـ فى بحر من الدماء فكافاه المستوطنون باطلاق اسم بارون على المواليد الجدد!!
وكان السفاح شارون قد ساهم فى اطلاق هذا الهوس بتصريحه ( أنه يوجد في الخليل الحرم الابراهيمي، حيث دفن أجداد الامة وأمهاتهم إبراهيم واسحق وسارة ورفقة ويعقوب وفي الخليل القديمة نصبوا الملك داود، ومن هنا حكم إسرائيل سبع سنوات ونصف، إن أي شعب طبيعي سيهتم بأن يزور كل صبي هذا المكان. وأن تكون الخليل فصلاً في حياة كل طالب)
ولا يمكن أختزال دلالات غارة نتياهيو على الحرم الابراهيمى فى مجرد ابعادها الانتخابية ، فالبعد الانتخابى نفسه يكشف اهداف المشروع الصهيونى وحقيقة “السلام” الذى تروج له اسرائيل وخدمها فى المنطقة. وهو “سلام” يعتمد على انتصار الجلاد وسحق الضحية ، حيث يحقق الكيان الصهيونى استراتيجيتة للهيمنة بطرق متنوعة.
• أسلوب التفاوض وفرض الامر الواقع بالجرافات ( الاستيطان والمستعمرات)
• القضم والهضم والتهويد وحصار وطرد أصحاب الارض وتوطين المنفيين منهم فى منافيهم.
• تطبيع عريى – صهيونى شامل (سلام الخدم)
• دعم امريكى كامل لتحقيق تفوق عسكرى فى الاقليم.
• والهيمنة الاقتصادية على الاراضى الفلسطينية المحتلة( الحاق وتبعية)
و يرتبط بهذا التوجه تغيير الطبيعة الجغرافية والديموغرافية لأراضى الضفة والقطاع فهذا التوجه التفاوضى الاستيطانى الذى يمزج بين المفاوضات والجرافات ليس غريبا على المجتمع الصهيونى فإسرائيل مجتمع مستعمرين (مستوطنين) يعيد بين الحين والاخر تشكيل أرضه وحدوده وجغرافيته البشرية و السياسية وجغرافية مستعمراته.بتفكيك أوصال التواصل الاقليمى للاراضى الفلسطينية عن طريق تجمعات استيطانية مكثفة تجعل من أى كيان فلسطينى أشبه بالبؤر المتنأثرة وتخنق مدينة القدس القديمة (الشرقية) وتشكل حائط أمنى قرب الخط الاخضر . كما تخلق كتلة المستوطنات مبرراً دائماً للوجود الامنى الاسرائيلى بإدعاء حماية المستوطنات والمستوطنين.
وقد لعبت الجرافات دورها في شق الطرق الالتفافية للربط بين المستوطنات من جهة وعزل المدن الفلسطينية عن بعضها من جهة أخرى وتحويلها إلى ما يشبه قطعة جبن بهدف فرض خريطة الامر الواقع على الكيان الفلسطينى
ولعله من المفيد لبيان الطبيعة العدوانية الاستعمارية للفكر الصهيونى ان نتابع اتجاهات هذه السياسة فى مدن الخليل وغزة والقدس مع التركيز فى حالة القدس على دور الانفاق والطرق الالتفافية فى ربط المستعمرات ببعضها البعض وفصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض.
وحالة الخليل تصور النتائج الرهيبة لسياسة الاستيطان و الظروف الفظيعة لحياةالفلسطينيين بين غلاة المتعصبين ففي هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب الضفة الغربية فان عدد الفلسطينيين إلى عدد المستوطنين يزيد بعشرات الاضعاف، لكن الصهاينة يواصلون توسيع النشاط الاستيطانى تحت غطاء الحق اليهودى فى الخليل والحرم، وغارة نتياهو على الحرم الابراهيمى لم تكن خطابا للمستعمرين فى الخليل، بل فى كل فلسطين، وهى غارة شجع عليها الانقسام الفلسطينى وانبطاح حكام العرب.
وهى تطرح على القوى الوطنية الحية مهمة مقاطعة التطبيع والضغط لطرد البعثة الدبلوماسية الاسرائيلية من القاهرة وكل العواصم المطبعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار