أحمد الغنام يكتب…ترويض الفيل

 

“العالم يتغير من حولنا” ومازال البعض يفكر بنفس العقليات القديمة ونسي البعض ان هذه الافكار عفا عليها الزمن ولا يحب الكثير فكرة التغيير ولا حتي سماع او تكرار هذه الكلمة وعزاء البعض اننا غير مستعدين لهذا التغيير حتي وان كان في الاستراتيجية فقط وأننا بدل ان نعتني بالفيل يجب أن نروده بنفس الطريقة القديمة فتسألت عن هذه الطريقة حكي لي بعض الاصدقاء ان الصيادون يقومون باصطياد فيل حي يستعملون حيلة لترويضه لان الفيل الضخم صعب المراس فيحفرون في طريقه حفرة عميقة بحجم الفيل ويغطونها ..وعندما يقع فيها لا يستطيع الخروج،كما أنهم لا يجرؤون على إخراجه لكي لا يبطش بهم .. فيلجؤون إلى الحيلة التالية:

ينقسم الصيادون إلى قسمين:

قسم بلباس أحمر وآخر بلون أزرق لكي يميز الفيل بين اللونين فيأتي الصيادون باللباس الأحمر ويضربون الفيل بالعصي ويعذبونه وهو غاضب لايستطيع الحراك ثم يأتي الصيادون الذين يلبسون الأزرق، فيطردون الحمر ويربتون ويمسحون على الفيل ويطعمونه ويسقونه ولكن لا يخرجونه، ويذهبون وتتكرر العملية وفي كل مرة يزيد الصياد الشرير الأحمر من مدة الضرب والعذاب ويأتي الصياد الأزرق (الطيب) ليطرد الشرير ويطعم الفيل ويمضي حتى يشعر الفيل بمودة كبيرة مع الصياد الشريك (الطيب)، وينتظره في كل يوم ليخلصه من الصياد (الشرير) وفي يوم من الأيام يقوم الصياد الطيب بمساعدة الفيل الضخم، ويخرجه من الحفرة، والفيل بكامل الخضوع والإذعان والود مع هذا الصياد الأزرق الطيب، فيمضي معه ولا يخطر في بال الفيل أن هذا ( الطيب) بما أنه يستطيع إخراجه، فلماذا تركه كل هذا الوقت يتعرض لذلك التعذيب؟ ولماذا لم ينقذه من أول يوم ويخرجه؟ ولماذا كان يكتفي بطرد الأشرار وحسب؟ كل هذه الأسئلة غابت عن بال الفيل الضخم.

ويظن البعض ان هذه الخدعة تصلح كل مرة بما انها غابت عن بال الفيل لايدرك البعض ان الاستراتيجيات تتغيير وهناك تعريف للاستراتيجية السياسية على أنها دراسة لكيفية ابتكار طرق الممارسة السياسة بغية استخدامها في تحقيق الهدف المرجو وعلي الجميع ان يدرك ان تغيير الاستراتيجية يجب يشمل مستويات منها علي سبيل المثال المستوى التكتيكي والعلمي والعملي قديما كان التغير لا يمثل هدف وانما كان وسيلة لتحقيق الهدف ولكن اصبحنا الان وفي ظل المتغيرات اصبح التغير هدفا واضحا يجب تنفيذه والتخطيط له وليس القيام به بشكل عشوائي حتي لاتتفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يجب علينا احترام متطلبات التغير وهي :-

1. الرغبة الحقيقة في التغيير وهي احد اهم المتطلبات فبدونها لايكون التغيير

2. ان يكون التغيير نابعا من الداخل وهذا امر ضرورى لنجاح عملية التغيير لأن بداية التغيير من الداخل هو الطريق الصحيح

3. توافر المعلومات والتي تسمح بتحديد الاستراتيجية المناسبة لهذا التغيير

4. القرار وهذا يأتي بعد ماسبق ويجب ان يكون في الوقت المناسب

ولكننا دائما نخاف ان نتجه الي هذا التغيير لخوفنا من المجهول ودائما نضعه تحت بند المخاطرة الغير محسوبة التي لايمكن حساب نتائجها فلذلك نتبع ماهو قائم ونعتبره ميزة لايمكن الاستغناء عنها ونعتبر ايضا هذا التغيير يهدد كل شئ في الوضع الراهن لذلك تبدء مقاومة ذلك التغير الذي سيؤثر علي الامتيازات التي وصلنا اليها وحتي وان لم تكن كافية ومؤثرة علينا بالسلب لذلك نلجأ لترويض الفيل بنفس الطريقة القديمة التي قد تضر الجميع ولايعلم البعض ان اذا تغيرت الاستراتيجية يمكن ان تنخفض مقاومة الفيل والتي تعتبر رد فعل طبيعي وينتج عنها ايضا عملية الدمج والاستحواذ عليه وهذا هو المطلوب بدون عنف لان الفيل لو ادرك هذه الحقيقة سوف يتخلي عن تحمل الضربات وسوف يرد هذه الضربات بعنف غير متوقع ينتج عنها فوضي كبرى تنتهي لصالح الفيل لذلك وجب التغيير اتقاء لشر الفيل ……… يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار