عبدالعزيز الحسينى يكتب  نقف مع فلسطين لاننا نقف مع مصر  

 

 

نعم لفلسطين ولا لكيان العدوان هذا موقف شعب مصر فى كل وقت وفى كل حال ..

 

لكن لماذا نحن مع فلسطين و ضد كيان العدوان على طول الخط ؟

 

وطنيا .. الكيان الصهيونى هو العدو الاستراتيجى لمصر وخطر على الامن القومى المصرى وتاريخه وحاضره يثبت ذلك ويؤكده عقيدة الكيان وعلمه “من النيل الى الفرات دولتك يااسرائيل” ورغم ان السلطة المصرية غيرت النشيد الوطنى “والله زمان ياسلاحى” بعد ماسمى بمعاهدة “السلام” الذى لم يتحقق ، لم يغير كيان الاحتلال علمه ذات الخطين الازرقين الذى يمثل احدهما النيل والثانى الفرات وبينهما النجمة الصهيونية . هذا من جانب ومن الجانب الاخر فأن الخطر الخارجى على مصر غالبا ماكان يأتى من الشرق وفلسطين ومن خلفها الشام كله احد ثوابت الامن القومى المصرى وهى حقيقة ادركها كل حكام مصر من ملوك قدماء المصريين وصولا الى قطز وصلاح الدين وحتى محمد على وعبدالناصر . وهناك فرق شاسع أن تكون فلسطين الشقيقة هى حدودك الشرقية وأن يكون كيان العدوان .. الكيان الذى اعتدى على مصر ليس فقط فى 56 و 67 ولكن مرات ومرات منذ نشأته قبل 56 واستمر على ذات النهج بعد 67 وهناك قائمة طويلة من الاعتداءات لايتسع المقام الى سردها وبيننا وبينه بحور من الدماء .. احتل سيناء مرتين وأكد انه سيحتلها ثالثا اذا تغيرت الاوضاع فى مصر بما يشكل خطرا عليه .. ومن قادته من هدد حتى بعد ماسمى “معاهد السلام” واقامة العلاقات بهدم السد العالى واغراق مصر والشئ بالشئ يذكر فتحركات الكيان الصهيونى فى دول الجوار الافريقى لاتنتهي ومؤمراتة واضحة فى بلدان حوض النيل الذى هو شريان الحياة لبلدنا .

 

أن احد اسباب تأجيل الكيان لاحلامه التوسعية والوصول للنيل والفرات و”الاستيطان” بينهما أن امكانياته البشرية لاتمكنه من هذا لذا يسعى دائما لتهجير يهود العالم إلى فلسطين لتشكيل القوة السكانية وان احد عوامل عرقلة توسع (اسرائيل) هو المقاومة الفلسطينية التى أوقفت الهجرة الى كيان العدو بفعل كفاحها وصراعها فلماذا يهاجر يهود العالم الى ارض فيها مشاكل ومخاطر وقتال بل انه مع كل تصاعد للمقاومة والمواجهة بين الفلسطنيين وكيان الاحتلال تحدث هجرة عكسية لليهود من فلسطين المحتلة الى الخارج .. ومعنى ذلك اننا حين نقف مع فلسطين فالحقيقة اننا لسنا ندافع عن فلسطين فقط وانما ندافع ايضا عن مصر .. وحين يقاوم الفلسطنيين فإنهم لايدافعون فقط عن فلسطين وانما يدافعون ايضا عن مصر .. فالعدو واحد والخطر واحد

والقضية واحدة .

ومن يدعى أن شعار “من النيل الى الفرات” أساطير قديمة انتهت اقول له ان هذه عقيدة جماهير اليمين الحاكم الأن فى كيان الاحتلال .

 

اما عربيا فلا فلسطين دون أمة عربية ولا أمة عربية دون فلسطين ويكفى النظر لخريطة اسرائيل الكبرى لادراك الحقيقة فهى تضم الى جانب فلسطين الاردن ولبنان وسوريا واجزاء كبرى من مصر والعراق والسعودية .. اكدت (اسرائيل) هذا بسياستها وبالعدوان العسكرى او بالاحتلال ل 8 بلدان عربية هى فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والعراق وتونس وليبيا والسودان .

وتجتمع “الشعوب” العربية على امرين واضحين دعم فلسطين وضرورة الاستعداد للقتال من أجلها ورفض (إسرائيل) ..

 

ان انتمائنا الدينى مسلمين ومسيحيين يؤكد علينا الدفاع على فلسطين المظلومة .. لذا فالعالم الاسلامى يعتبر احتلال فلسطين والقدس والاقصى اعتداء عليه وعلى مقدساته ويدعو لمقاطعة (اسرائيل) عبرعن ذلك فى مواقفه الشعبية وفى مقررات المؤتمر الاسلامى الذى يضم كل الدول الاسلامية .. و احتلال (اسرائيل) لفلسطين هو تهديد للوجود المسيحى بالاعتداء على البشر ومقدساتهم وهو مادعا اللجنة الرئاسية لكنائس فلسطين الى مطالبة كنائس العالم والمجتمع الدولى بالتدخل لمواجهة العدوان على المقدسات والوجود المسيحى فى القدس خاصة وفى فلسطين عامة مؤكدة انه يهدد بمحو الطابع التعددى للقدس ويعكس ازدراء وعداء متأصلا للمسيحية والاسلام وأهل فلسطين – نص كلام كنائس فلسطين – وأكدت ان الاعتداءات على المساجد والكنائس والاديرة ليست عرضية او عشوائية أنما ممنهجة ومخططة.

 

وفى جانب الدفاع الانسانى الفطرى عن العدل والحرية فأن احرار العالم ونحن جزء منهم على المستوى الاممى ومعيارنا القيم الانسانية والقانون الدولى والمواثيق الدولية فأننا ضد كيان العدوان فهو حالة الاستعمار الوحيدة الباقية فى العالم اجمع وهو اعتداء دائم ومستمر على حق الشعب الفلسطينى الشقيق فى الحياة والحرية والارض ولايوجد كيان فى العالم ادين من قبل المنظمات الاممية سواء الشاملة كالامم المتحدة او المتخصصة مثل المنظمات الحقوقية مثل الكيان الصهيونى منذ انشائه وحتى الان .. ولا يوجد حر فى العالم الا ويناصر فلسطين ويدين كيان العدوان .

 

واذا ذكر كيان العدوان ذكرت امريكا الامبريالية “التى وجعوا دماغنا بها” كلاما عن الحريات والديمقراطية والتى قتلت عبر تاريخها “القصير” ملايين البشر دون تمييز منهم الاطفال والنساء والشيوخ وافسدت البيئة بالنووى وبالرأسمالية المتوحشة .. امريكا المجرمة فى كل عصر التى انشئت على الدم وعاشت وتعيش على الدم طبيعى أن تكون السند الاول لكيان العدوان واحد اسباب بقائه وانبه ان امريكا الامبريالية امريكا المجمع الصناعى العسكرى ومايسمى “الدولة العميقة” امريكا الرأسمالية المتوحشة التى اعاديها ويعاديها كل “أنسان” حر فى العالم شئ وملايين الامريكيين الذين يناهضون الحرب ويدافعون عن حقوق البشر والحقوق الاجتماعية والبيئة شئ اخر تماما ..

 

اننا حين ندافع عن فلسطين فأننا ندافع على بلادنا وعن قوميتنا وعن قيمنا السماوية وقيمنا الانسانية .. حين ندافع عن فلسطين فأننا ندافع عن الأنسان الذى كرمه الله وفى النهاية سينتصر الانسان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار