عزة صبحى تكتب : مدرسة صفا..مدرسة انتباه
بعد أن وقفنا فى طابور المدرسة و اصطف الجميع أو نصف الجميع أو ربعه فنظرا لكثافة المدرسة الهائلة نصف التلاميذ فى أواخر الطابور مبعثرون متداخلون كخراف ترعى بلا راعى !
و إنما على أية حال قد بدأ طابور المدرسة.. و الذى فى أغلب الأوقات لا أفهم منه سوى كلمتين اثنتين : صفا و انتباه و باقى ما يحدث أشاهده ولا أسمعه فاعتمد على موهبتى الخاصة فى ترجمة الضجيج و الاشارات و حركات الشفاة لمن يتحدث فى المايك سواء كان المدير أو أحد المعلمين أو طلاب الإذاعة المدرسية!
فكيف تستمع و تفهم ما يحدث فى ظل هذه الجموع الغفيرة من الطلبة!
كل معلم يقف و فى يده عصا طويلة يجرى بها خلف التلاميذ ليصطفوا فى طابورهم منتظمين فيقفون ثم يتبعثرون من جديد بمجرد ذهاب المدرس ليكمل مسيرته فى لم شتات باقى التلاميذ ،
فى مشهد يفوق مشهد التجول داخل سوق ليس لها أول و ليس لها أخر ،
تحول المعلم لراعى أغنام بعصاته و تحولت التلاميذ لأغنام تساق بالعصا؛
لا كرامة للمعلم و لا كرامة لتلميذ!
و إنما على أية حال الطابور دائما يبدأ!
ومع اصطفاف من اصطف بالطابور بدأ المعلم:
مدرسة صفا
و التلاميذ : بسم الله
مدرسة انتباه
الله أكبر
فسألنى معلم زميل :أين ذهبت
صفا.. مصر
انتباه..حرة
لماذا تغيرت لبسم الله و الله أكبر؟
فقلت له لا أدرى و لكن هناك من يضع لمساته
ليخرب كل جميل!
برغم أن مصر حرة
لها وقع و رنة وطنية حماسية فى الأذن
لها لمسة سحرية القلوب .
لماذا تحولت من وطنية لدينية ؟
و من يعبث بالمدارس و التلاميذ و الأوطان؟
أين الوطن؟
أين الوحدة و المحبة و النسيج المدعو الواحد
و هو نسيج مغزول بالعنصرية و الإقصاء!
و لكن لا عجب فالمشهد التعليمى جميعه مزرى!
صفا.. مصر
انتباه..حرة