فوز زهران ممدانى
” فوز ” زهران ممداني بمنصب عمدة ولاية نيويورك ، التي بها أكبر تجمع يهودي بعد الأراضي المحتلة ، بالطبع ليس مجرد فوز سياسي ، بل تحوّل في الوعي الجماعي وفي معنى التمثيل نفسه ، فهو أوّل مسلم وأوّل جنوب آسيوي يصل إلى هذا المنصب ، وأحد أصغر من جلسوا على كرسي ، فوز زهران يبعث رسالةً إلى العالم تقول : إنّ القيادة لم تعد حكراً على لون أو دين أو سلالة ، اختاره الناس لأنّه تكلّم بلغتهم لا بلغة النخب ، لأنّه ركّز على كلفة المعيشة وأزمة السكن والعدالة الاجتماعية ، فجمع حوله الشباب والمهاجرين والطبقات العاملة ، لا بصفته ممثّل أقلية ، بل صوت أغلبية صامتة تبحث عن إنصاف ، لقد حوّل ممداني المواطنة إلى فعل لا لقب ، مؤكّداً أنّ التنوّع لا يكتمل من دون توزيعٍ عادلٍ للفرص.
في رمزية فوزه ، يجد كثيرون صدى لزمن أوباما الذي كسر سقف اللون وفتح أبواب الأمل ، غير أنّ ممداني يمضي أبعد من ذلك ، فهو لا يكتفي بأن يكون “أوباما جديداً” بل يمثل جيلاً جديداً من القادة الذين لا يسعون إلى الاندماج في النظام ، بل إلى تغييره من جذوره. ومع ذلك ، يبقى التحدي الحقيقي في ترجمة هذه الرمزية إلى سياسات ملموسة تغيّر حياة الناس ، وإلاّ فقد الانتصار معناه، فزهران ممداني” لا يجسّد فقط انتصار الأقليات، بل ولادة معادلة جديدة في السياسة : التمثيل بلا عدالة اجتماعية فارغ، والعدالة بلا تمثيل ناقصة، هذا الفوز يثبت أنً الأقليات لم تعد تبحث عن مكان في الصورة ، بل تمسك بالكاميرا لتعيد صياغة المشهد كلّه.
#اسلام_الضبع




