سيدى الرئيس …انها أزمة أخلاقية

يشغلنا جميعاً احوالنا الاقتصادية وتتبع أسعار السلع الاستهلاكية والمشاكل اليومية التي تلاحقنا …فى الوقت الذى تقوم فيه الدولة بكامل مؤسساتها الاقتصادية والإجتماعية بالعمل على تقليل الفجوة التضخمية التي ألهبت ظهور البيوت المصرية وحملت على كاهل رب الاسرة المصرية السعي في مارثون توفير ما يستلزم من احتياجات البيت من الاكل والشرب ومصاريف المدارس ودفع فواتير الغاز والكهرباء والانترنت وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها او وضعها موضع الرفاهية …وكثيراً ما يطل المسئولين ليثلجوا صدورونا بأن الامل في المستقبل قائما، وان ما نمر به هي أزمة لها مدى وستنتهى، وكعادة الشعب العظيم …الشعب المصرى يصبر من أجل ان تظل مصر مستقرة وهو حرص طالما اثنى عليه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى .. فحقاً انه شعب عظيم بقيادة قوية انقذت مصر من انهيار كاد ان يلحق بها.

ولكن هل تستقيم أمة ما او شعب خاصة بما يملكه من حضارة طويلة الأمد راصنه على جدران الدهور المتعاقبة بارزة في كتب علماء المصريات بدون ان يصان عادتها وتقاليدها التي امتاز بها اهل جنوبها من الصعيد وأهلنا البدو في شرقها وغربها وطيبة فلاحيها في وسطها وشمالها ؛ لنستفيق اليوم على تدهور السمه الثقافية والأخلاقية لهذا الشعب العظيم التي تميز بها كمنارة للعالم العربى والغربى من اسفاف ينضح علينا يومياً من وسائل التواصل الاجتماعى ( التيك توك- والفيس بوك- الانستجرام) خاصة مع شدة الحالة الاقتصادية واستغلال هذا الظرف من قبل الحاقدين على هذا الوطن الغالى العالى برموزه من الكتاب والمثفقين والعلماء الى شد الشباب الى الكسب السريع من خلال مشاهدات بها بلطجه والفاظ خادشه وايحاءات جنسية من اعمار صغيره لم تدرى عن الحياة سوى الاحتياج المادى غير مباليين ان العلم والتعلم والمعرفة وتواكب العصر التكنولوجى المستنير هو السبيل الى تماسك الشعوب والوصول الى الرفاهية الاجتماعية التي نطمح اليها جميعاً..

سيدى الرئيس كم انهارت أمم من قبل بسبب غياب الاخلاق التي تربط أسس مفهوم المجتمع من أيديولوجيا وفكر يربط اواصل المجتمع أبرزها «الدولة الإسلامية في الأندلس» وربما حضارات أخرى، بسبب الانغماس في الرذائل الأخلاقية كالفساد المالي، الإسراف، الانحلال، وغياب القيم، مما أدى إلى تفكك داخلي، فقدان المهابة، وتزايد الانقسامات والصراعات التي استغلها الأعداء، وتظهر علامات هذا الانهيار في غياب الضوابط الأخلاقية، انتشار الأنانية، وتراجع الوازع الديني.

كما أكد العديد من الفلاسفة والمفكرين على طبيعة الذات البشرية وحاجتها للتحول من النزعة الفردية إلى الاختلاط الجماعي والبحث عن الاندماج. صلبة مجموعات بشرية تشكل فيما بينها ما يعرف سوسيولوجيا بالمجتمع. المجتمع كرمز هو هيكل يجمع بين طياته عموم البشر، باختلاف الجنس والعمر والدين، تجمع بينهم روابط القيم والأخلاق.

كما أن فلاطون بحث عن جمهورية يكون شعبها مثالي، نقي بدون شوائب، إلا أن عصرنا الحالي شهد المجتمع انحداراً أخلاقياً و قيمياً، أصبح الإنسان سجين غرائزه باحثاً عن اللذة والمتعة بأي وسيلة، وسقوط نحو الهاوية بدون توقف أو ردع، ويمكن الا نرجع هذا التراجع الاخلاقى الذى يكاد يكون أن انهياراً كاملا الى الأسباب الاقتصادية وحدها والتي تكاد ان تكون عاملاً اساسياً بل ان التشرذم الاسرى وارتفاع معدلات الطلاق مما تسبب في تفكك اسرى يكاد يعصف باسس المجتمع باسره بل والكفر بروابط التكافل الاجتماعى والسعى نحو التواصل …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!