اماني فؤاد تكتب ..الاتفاق الإبراهيمي
عند تحليل الاتفاق الأخير بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية (الاتفاق الإبراهيمي)، ليت الأنظار تعود دوما للأهداف السياسية والاقتصادية للأطراف الثلاثة، تأخذ في حسبناها رغبة اسرائيل في الأمن، والمكاسب الاقتصادية، وتطبيع الوجود في المنطقة.
ورغبة الإمارات في كسب ود ورعاية أمريكا، القوة العظمى العالمية في مواجهة أطماع تركيا وإيران وقطر وآخرين، وفي تأكيد مصالحها التجارية والتنموية.
كما يسعى “ترامب” لتحسين صورته قبل الانتخابات الأمريكية القادمة.
الجميع يسيرون قدما في تنفيذ المخطط البعيد الذي استهدف جعل إسرائيل لاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط والسعي للتعايش..
علينا فقط أن ننتبه إلى أن هناك فارق كبير بين تطبيع الدول وتطبيع الشعوب ..
تبحث الدول عن المصالح المشتركة ووسائل التعايش للاستمرار، في حين تري الشعوب الأمر بمنظور عاطفي، تغذيه توجهات أيديولوجية متباينة ..
هناك فارق كبير أيضا بين دول تطبع وتختار السلام مع إسرائيل وهي لم تخض معها حربا، لكنها تراعي مصالحها وتسعى للسلام والتعاون وهو حقها.
ومصر التي خاضت الحروب من أجل القضية الفلسطينية، وأمن بوابتها الشرقية، انهزمت القاهرة وانتصرت،
ثم سعت للسلام لحقن دماء أولادها، واسترداد أراضيها، والعودة لحياة طبيعية لا تستنزف فيها مواردها بالحروب، وفتح طرق أيضا للتفاهمات بين الفلسطينيين وإسرائيل..
في كل مبادرة للسلام ليتنا نتساءل ما هي مكتسباتنا في مقابل ما أعطينا.
ثم التزام الطرف الإسرائيلي بما يعد به ..
كل سعي للتواصل وتحقيق معدلات أكبر من التنمية والتقدم لتهيئة أوضاع أفضل للشعوب سعي مشروع ومرحب به، خاصة لو وضع مصالح الجانب الفلسطيني ضمن أهدافه..