محمد ابوقريش يكتب..الاتصالات وقضايا المجتمع

التحول الرقمى في البلدان الناميه ومؤتمراتنا التكنولوجيا!

تثبت تجارب عديده من دول العالم المختلفه أنه لاسبيل لتطوير اساليب البحث العلمي- وهذا ثابت من تجارب أخري كالصين والهند وماليزيا وكوريا . . الابتعيين وتحديد مشاكل المجتمع المحلي بواسطة أهله أولا ووضع تصورات أولية لسبل حلها وبالتالي التطور والتنمية ومايصعب أولا علي أهل المجتمع المحلي نستدعي الخارج للتقدم لحله . . أي يجب أن نطرح نحن وبالاساس ماهي المشاكل التي لدينا التي يجب أن يدور حولها وعنها البحث العلمي أي مايسمي بالقضايا الرئيسية للبحوث والتطوير والخاصه بمجتمع ما وبالتالي لايفترض أن تأتي الينا وصفات جاهزة من الخارج قد لاتدخل في نطاق أولوياتنا
هل تدعم مؤتمراتنا التكنولوجيا الترويج للسلع المعلوماتيه وتوسيع اسواقها في البلدان الناميه –ام تدعم التحول الرقمى في هذه البلدان !
——-لاشك أن المؤتمرات والميديا تساهم بشكل أو بآخر في صياغة خرائط للطريق في المجالات التي تعقد من أجلها . . وفيها تعرض الرؤي والتصورات المختلفة للقوي المؤثرة في مسارات الاحداث . . والمتابعه لنشاط عدة مؤتمرات تعقد في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ونتائجها . . يتلاحظ أن ابرز موضوعاتها تدور حول —- ، انشاء البنية الاساسية ، خلق فرص للاستثمار– . . وجود فجوة كبيرة بين ماتعلمه الجامعات المصرية وبين احتياجات سوق الاعمال . . وأن مصر شهدت في الاونة الأخيرة نوعا من التغيير فالاستثمار الاجنبي المباشر قد تزايد وبعض الشركات المحلية قد تنامت وهذه المتغيرات تحتاج لنوعية جديدة من المتعلمين فالجامعات المصرية لاتنتج تلك النوعية التي يحتاجها سوق الاعمال حاليا وتخلص الورقة الي ضرورة أن تطور كليات الاقتصاد والتجارة والاداره للتركيز علي تطوير المهارات التالية :
( PERCEPTION SKILLS ) , ( INTERPERSONAL SKILLS ) , ( COMMUNI CATION SKILLS ) ,
( PERSONAL SELF SKILLS ) , ( TECHNOLOGY SKILLS ) ولكي نحقق تقدما في ذلك يجب علي الجامعات المصرية أن تغير من طرائف التعليم والتخلي عن طرائق التعليم الفارض للوصاية علي عقول الطلاب وترك مساحه الابداع خاليه أمامهم ، ومن المفهوم أن هذه الجامعات ليست لديها الموارد التي لدي الجامعات الغربية ولكن علينا أن نتعلم أن نعمل كثيرا بموارد أقل حتي نحقق الهدف القومي –وتطرح أوراق أخرى أستخدام الامكانيات التي توفرها الانترنت . . . تقترح الورقة أنشاء نظام متقدم لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات يمكن أن يسهم لتعليم اللغة العربية بأعتبار حضارة المنطقة كأحدي الحضارات الاهم في تاريخ البشر . التحديث التكنولوجي والكفاءة المحسنه في الاداره وتوزيع المناهج الدراسية يمكن أن تؤدي الي تحسين معدل التعلم ورفع مستوي تعليم العلوم والتكنولوجيا لطلاب الجامعات مما ينتج عنه توسيع قاعدة المتعلمين من السكان . . وهذه القاعدة العريضة من المتعلمين توفر بدورها لمصر مهارات للموارد البشرية . . وهذا بالتالي يعود علي معدلات التنمية والنمو الاقتصادي وتحقيق درجة عاليه من الاستقرار الاجتماعي .
وتخلص المناقشات لنتيجة أن التقدم التكنولوجي والعلمي للسكان يجلب ايضا الاستثمار الاجنبي والترويج لشركات لتطوير البرمجيات تلتزم بتصميم وبناء نظام وبرامج متطورة تعتمد بالاساس علي شبكة الانترنت وتمكن المدربين من الوصول لأفضل نتائج من المواد التعليمية وتمكين المدربين باستخدام السوفت وير من تخليق وتسليم ومراقبة مدي فاعلية نشاطهم التعليمي بكافة انحاء العالم . ويمتد الترويج لمنتجات السوفت وير من الشركات الاجنبيه يعتمد علي الفيديو ، الصوت ، غرف الدردشة ، الصورة المرئية بأستخدام الويب كاميرا ( وهنا يثار تساؤل هل شركات تطوير البرمجيات المصرية والعربية اذا أرادت أن توظف وتوجه جهودها لانتاج مثل هذه الانظمة التعليمية . . الا تستطيع واذا كانت الشركات العالمية تركز وتوجه جهودها لمثل هذه المشاريع بأعتبار أمكانية تسويقها عالميا . . كانت صناعة الاتصالات محدده بالشركات التي تقدم خدمات الاتصال ( المشغلين ) ، ومصنعي المعدات والاجهزة والمهمات مثل الفيبراوبتيك ، مشغلي خدمات المحمول ، مصممي الرقائق الدقيقة ، وشركات الكوابل ، وفي السنوات الأخيرة أمتد تعريف خدمات الاتصالات ليشمل مقدمي خدمات الانترنت ، مقدمي خدمات التطبيقات) (يضاف اليها كثيرا من)الكيانات التي تتعامل مع خدمات الاتصالات . . والآن يذهب كل هذا مع الريح فالصناعة ذات التريليون دولار تخضع لتغيرات رئيسية في أوجه كثيرة تجعل الامور تثير الدهشة أكثر من أي وقت مضي . تصاعدت في الأونة الأخيرة الاتجاه الي التوحيد / التقارب / الاندماج . . أنه العوده الي الوحدة مرة آخري ولكنها يالها من عودة . . أندماج التجارة ( $28 ) تريليون دولار ، الاعلانات $ 600 بليون دولار ، التسلية والترفيهية $ 1.3 تريليون دولار . . كل هذه الصناعات تندمج مع الموبيل والانترنت ينتج عن هذا الاندماج سوقا ذو حجم هائل واستثمار ضخم بقدر لايصدقه عقل وخصوصا في السوق الخاصه بالميديا الرقمية ( الصوت ، الفيديو ، خدمات النطاقات العريضة ، خدمات المحتوي عند الطلب ) . . هذا الاتجاه له عده تأثيرات علي التعليم ، الوظائف ، الاستثمار ، خلق القيمة ، الاعمال التي لها أنعكاسات علي تحسين مستوي المعيشة للافراد والتحسين المستمر الانتاجية ، اتصال البشر ببعضهم ، الترفيه ، الامان ، العناية الصحية . . وتحت أسم الاعمال والاستثمار —-ولايفوت مثل هذه المؤتمرات مناقشة التمويل وطرح امثله كما حدث اثناء أزمة القروض العقارية الامريكية وفرص الاستثمار في الاقتصاد الناشئ . . ففي صيف 2007 فاجانا أن مئات الالآف من القروض العقارية بمعدل فائدة ثابتة لاتعمل كما يجب ويتزايد أصل القرض ويتم مصادرة ملكية ضمان القرض نتيجة أنعدام القدرة علي السداد واطلق علي هذه القروض النينجا أي القروض للمتقدمين من عديمي الدخل ، عديمي الوظيفة ، عديمي الاصول ، لقد حدثت ضجة سمعت في أرجاء العالم . كان سبب هذه الضجة وخلافا للماضي حين أدت القروض العقارية بالولايات المتحدة الي طفرة هائلة في بناء المنازل ، فلقد بدا منذ 2002 ولاتساع التمويل بواسطة مجتمع الاستثمار المتنوع والعريض بدلا من البنوك الاقتصادية النائشة ومنها مصر ، قد تظل الدول المصدرة للبترول في حالة جيدة ولكن تظل هذه البلدان معرضه لأن تتأثر عكسية بالتدهور العام في مناخ الاستثمار العالمي وفقدان شهية المستثمرين للمخاطرة ، وبوجه عام فان البلدان الناشئة تواجه فرصا تنخفض للاستثمار والتمويل نتيجة أزمة السيولة . . أنها ظاهرة تتمدد حول العالم–كذلك نقاش حول محاولة توظيف العماله الغير ماهرة عن طريق توظيف الانترنت في ( EMPLOYMENT QUALITY MATCHING PROCESS ) ويعتمد النموذج المطروح بالورقة علي التشبيك الاجتماعي وهذا تم استخدامه بنجاح في الهند واستمدت جودتها وأمكانية الاعتماد عليها من التشبيك الاجتماعي والمصداقية بين أفرادها المختلفين . . وتم تحليل هذه التجربة وتقديمها . . وتم طرح نموذج يصلح لمصر لمحاربة الاعداد المتزايدة من العاطلين .. وتتحدث مثل هذه المؤتمرات عن الحاجة الي نظام أكثر تطورا للتمويل لبلدان تسعي الي تحقيق درجة أفضل من النمو الاقتصادي . . كما يجب أن يحقق هذه النظام نوعا من التراكم في رأس المال والموارد البشرية ومعدل أسرع في التطور التكنولوجي بالسماح للمستثمرين بالتجارة وفرضية الورقة الرئيسية . . عندما تعمل البنوك في جو تنافسي وبدون تدخل حكومي مباشر وسيطرة مركزية منخفضة علي الاسواق ونشاط مسموح لعمل البنوك الاجنبية وفي ظل الظروف يكون الوضع أفضل ومنال ( كما تفرضه الورقة ) . وزغالبا ماتخلص التحليلات بأستخدام بيانات من 30 بنك في الشرق الاوسط وتشمل مصر بين أن البنوك الفعاله هي البنوك التي لها أمكانيات تمويلية كبيرة . . يلى ذلك مناقشه عن جرائم الغش وتخلص مناقشة هذا الموضوع لنتائج مؤداها أن الاسباب لمثل هذه الجرائم الظاهرة هو عدم دراسة وتدريب المحاسبين علي المهارات اللازمة لادراك هذه الجرائم في وقتها وهذا الموضوع يمكن تغطيته ببعض البرامج التدريبية علي اكتشاف الغش والفرق بين المراجعة واكتشاف الغش —وكذاك تثار وضوعات عن المخاطرة برأس المال — كل عام يتزايد عدد العاطلين بمئات الالآف من الخريجين لايجدون وظائف وقد يتحولون الي العقاقير المخدرة أو الجريمة أو الارهاب ، ويجب أن تتوفر لهم الفرصه المناسبة للمساهمة في تقدم مصر والحل هو في مساعدتهم في الاعمال الصغيرة ( مثلما يجري عندنا هنا في الحضانات التكنولوجية ) واعتبار أن الصناعات / الاعمال الصغيرة هي العمود الفقري لاقتصاد أي دوله ( الاعمال الصغيرة هي الخلية الاولية التي تدعم النظام الرأسمالي ) وهي الخميرة التي تتكاثر وتفرز النسيج الاولي للنظام الرأسمالي ) ويفترض العرض أنه بتوفير هذه الاعمال الصغيرة سوف تقود مصر للامام وشركة صغيرة ( VENTURE CAPITAL COMPANY ) بحوالي من 70 – 100 مليون جنيه مصري يمكنها أحداث هذا التغيير في مصر ويمكن لهذه الشركة أن تكون شريكة في المشروعات الصغيرة يمكنها الاختيار ، توفير التمويل ، التدريب ، الاستشارات المناسبة واللازمة للنجاح . . وحديث اخر عن تأثير العولمة علي الشركات متعددة الجنسيات . وحديث اخر عن كيف يمكن لمعاهدنا أن تشمل أقسام للبحوث والتطوير مع مثال دراسة حاله معهد بحوث الاليكترونيات (ميزانية البحث العلمي في مصر لاتزيد عن 0.2% من موازنة الدوله وهي نسبة ضئيلة جدا ولامكانية التحديث يجب علي مصر زيادة هذه النسبة والاهتمام بالبحوث الاكاديمية في الجامعات ومعاهد البحوث وبالنسبة لحاله الدراسة يجب أضافة وحدة بحوث وتطوير للمعهد الموجود حاليا بالدقي ويعمل بالتعاون مع مصانع الاليكترونيات ويقوم يتعيين أفضل الكفاءات في السوق في هذا المجال

الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي الصناعه الوحيده التي تنمو فيها المنتجات بنسبة 40-60%سنويا بينما تتراجع ايرادتها –ويتوقع استثمار 500 مليار يورو في أوروبا الغربيه في السنوات القليله المقبله –ويتوقع خبراء وجهات دوليه معنيه بالاتصالات أن هناك خطر حقيقى يوحى بتراجع القدره على تحقيق الإيرادات لو لم نحدد المجالات التي يجب الاستثمار فيها والثابت ان هناك فرص حقيقيه لاستخدامات التكنولوجيا ولاتقتصر على تحويل صناعة الاتصالات فحسب وللتدليل على ذلك فهناك مجالات يمكن توظيف تكنواوجيا الاتصالات والمعلومات فيها مثل الرعايه الصحيه والتعليم والطاقه ولا يوجد اى معنى للتحول الرقمى بدون استخدام التكنولوجيا لتحسين معيشتنا واحترام حقوق الانسان الاساسيه كالخصوصيه والامن—واذا نظرنا حولنا في دول العالم المختلفه نجد أن هناك تجارب عديده ففي اندونيسيا مثلا يرتبط التحول الرقمى بالاجابه على سؤال كيفية تحقيق أفصى قدر من استخدام التكنولوجيا الرقميه لصالح جميع الناس وليس فقط لصالح سكان المدن الكبرى ويهدفون لبناء البنيه التحتيه بكافة الجزر والبالغ عددها 17000 بهدف توصيل جميع مناطق اندونيسيا بالنطاق العريض بحلول عام 2019 ويستعينون بانترنت الأشياء والبيانات الكبيره والسحابيات كداعم ومساعد لشركات الاتصالات لتحويل نماذج اعمالها كذلك نصب اعينهم تطوير الهيئات التنظيميه والتشريع ويسعون للانتقال من قانون تقليدى ينظم توفير الاتصالات ألى قانون ينظم الخدمات ونجد أيضا -التطبيب عن بعد بتطوير أجهزة الرعايه قبل الولاده فهناك العديد من المناطق وفى بلاد مزدحمه مثل اليابان والتي يندر فيها وجود أطباء التوليد وبذلك تضطر المرأه الحامل في بعض الأحيان للسفر لأكثر من ساعه لمراجعة الطبيب مما قد يشكل عبئا عليها كبيرا –وعن طريق الجهاز المحمول لمراقبة قلب الجنين من مرقاب لمعدل ضربات القلب لدى الجنين وتقلصات الرحم لدى الام ومن ثم ينقل البيانات الى الأطباء لتمكينهم من متابعة حالة الجنين عن بعد وفى كوريا الذكيه –اذ خرجت من الحرب في منتصف الخمسينات وكانت من افقر الاقتصادات في العالم –وبعد عدة عقود من التدخلات الحكوميه والاستثمارات في مجال التكنولوجيا الحديثه ——-في كوريا ينظرون للتعليم باعتباره سلما للتغلب على الفقر ولقد تم ادخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على جميع مستويات النظام المدرسى لتعزيز المتعلمين في القرن الحادى والعشرين —وللتغلب على الفجوه الرقميه بين المتاطق الحضريه والريفيه في البلد تم نشر شبكة تقارب النطاق العريض منذ عام 2004 وتبلغ ميزانية البحث والتطوير 5%من الناتج المحلى (91مليار دولار)—–وفى في ماليزيا –الابتكار الرقمى من اجل المنافع الاجتماعيه والاقتصاديه للبلد—والسياسات ليست للتنظيم فحسب بل للتمكين
وخلافا لاعتقاد البعض أن الذكاء الصناعى سوف يقضى على الوظائف –فهذا غير حقيقى بالمره فلن يتم القضاء على الوظائف وأنما سوف تتغير ببساطه —-هناك 3.9مليارات غير موصلين بالانترنت وهذا يشكل عائق أمام وصول الخدمات ومنها على سبيل المثال الخدمات الماليه الجديده ألى هؤلاء الناس (1.2مليار شخص ليست لهم هويه رسميه ومسجله –2.9 مليار ليس لهم حساب مصرفى –سوف يعتمد النمو الاقتصادى في المستقبل في كثير من البلدان بشكل متزايد على الابتكار التكنولوجى المحلى وذلك لأن اجتذاب الاستثمارات ليس ميسورا دوما بالنسبه للعديد من المشاريع التقنيه الجديده في الأسواق الناشئه —-
محمد ابوقريش
امين عام الجمعيه العلميه لمهندسى الاتصالات
mabukrish@yahoo.co.uk

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار