ماريان ناجي تكتب ..عبد الرحيم علي .. الأبوة والمحبة

 

 

قد يرى الكثير من قراء هذا المقال أنه مجرد مقال تحت بند المجاملة أو التملق من صحفية تعمل بمؤسسة لرئيس مجلس إدارتها، ولكن الحقيقة التى يعلمها جيدا الكثير من الزملاء والأصدقاء المقربين منى أنني لا أستطيع أن القى سلام مجرد سلام زائف على أحد، والكلمة لدى لها شرف، وكلمات المجاملة لدى قد تكون منعدمة وهذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة لي، لأنني قد تم محاسبتى عليه فى الكثير من المواقف ولكن تبقى المبادئ التى نؤمن بها هى الأهم .

التحقت بالعمل فى البوابة نيوز منذ عامان تقريبا وكان بالنسبة لي العمل بها، مثل أى مؤسسة فى سوق الصحافة المصرية، وكان ذلك عن طريق أخي وصديقى الراحل الصحفي أسامة عيد، لترشيحي للعمل بالقسم القبطي، وكان «أسامة» رحمة الله عليه يتحدث كثيرا عن دكتور عبد الرحيم علي، ويتحدث عن ما يقوم به من أعمال خير وإنسانيته الكبيرة والنادرة فى هذا الزمن، وكان الكلام يمر أمامي مرور الكرام.

وبدأت بالفعل العمل- حيث اللقاء الأول الذى أتذكره جيدا مع دكتور عبد الرحيم على- حيث وجدت رجل متواضع جدا ويتميز بأخلاق الكبار من اتضاع شديد وهدوء وتساءلت هل هو ذلك عبد الرحيم على صاحب الصيت العالى وبرنامج الصندوق الأسود الشهير الذى كنت أشاهده والذى كان بوق إعلامي لا يستهان به أبدا.. فكيف يتفق كم التواضع الذى رأيته مع شهرته الواسعة وأسمه الرنان ومحبته الواضحة فى معاملته مع الجميع ومعي، مع أولى كلماته لي: «يا ابنتي»! فقد رأيت الكثير من المتواضعين مهنيا والغرور كان يملئ حتى الهواء! فكيف لرجل بهذا الاسم الكبير وبه كم هذا التواضع! وكان هذا أول انطباع.

ومر عام ورأيت صورة واضحة لإنسانية عبد الرحيم على التى كان يتحدث عنها أسامة مع حجزه فى المستشفى لأصابته بـ«كورونا»، وقبل رحيله تحديدا بأسبوعين فقط اكتملت الصورة، فلم ولن أنسى عندما كنت اتواصل مع أحدهم لمساعدة أسامة فى محنته كنت أجد الرد «دكتور عبد الرحيم لسه قافل وهنعمل حاضر كذا لأسامة»، فهذه الجملة قد سمعتها كثيرا وترددت مرات ومرات أثناء المحنة مع العديد ولمست اهتمامه بصديقي الراحل وكأنه فرد من أفراد أسرته .. فمن فى هذا الزمن يتابع محن الآخر بهذا الاهتمام مع علمي الكامل بضخامة مشغولياته ومسؤولياته! فى الحقيقة فى هذا الزمن صعب بل مستحيل ولكنه كان يفعل بمحبة كاملة ، وفى الحقيقة ليس أسامة فقط بل العديد والعديد كان لهم دعم و سند وهنا علمت إجابة سؤالى فتواضعه المبهر هو تواضع الكبار.

قد تستطيع كصحفي إذا كانت لديك علاقات جيدة وخبرة لا بأس بها ان تلتحق بالعمل فى مؤسسة صحفية جيدة ولها صوت مسموع، ولكن من الصعب الالتحاق بالعمل بمؤسسة تحمل اسم مثل اسم دكتور عبد الرحيم على وما يحمله من قلب سليم ممتلئ أبوة ومحبة وخير ودعم لجميع من حوله.

كل عام وحضرتك طيب وبخير وصحة وسلامة يا دكتور، أطال الله عمرك وحفظك لأولادك وأحفادك ولنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار