أشرف فؤاد يكتب..  بعد كورونا .. يا ناس أرحمونا 

وباء كورونا (كوفيد 19) العالم بعده تغير ، لكننا كشعوب عالم نامي لم نتغير ، فسواء كانت كورونا مؤامرة كونية أو وباء طبيعي ، فقد تركت لنا خسائر مادية بأرقام فلكية ،و أضرار نفسية كبيرة ، و حصدت أرواح عزيزة ، لكن تركت لنا دورس مهمة يجب أن تفطن إليها و نفهمها جيداً ، علي رأسها ( الصحة تاج على رؤوسنا جميعاً )
إن العناية بالصحة يبدأ أولاً بالنظافة الشخصية ، و الصحة ليست العضلات المفتولة ، و الصدور المنفوخة ، و إنما هي نظافة جسد بكامل أعضاءه في مسكنها ، و ملبسه و مطعمه و هواءه ،و كل ذلك مرتبط أرتباط وثيق بعادات و سلوكيات و ثقافات صحية داخل المجتمعات ،
إن ما نراه من أمراض نفسية و حالات إكتئاب تصيب البعض أحياناً تؤدي للإنتحار سببها الرئيسي أهمال النظافة الشخصية ، فالروائح الطيبة و النظافة الجسد و ما حوله تساعد بلا شك في رفع الروح المعنوية و حيوية الشخص و تفاؤله و نشاطه و ثقته بنفسه ،
وصدق الله العظيم ” يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجداً ”
و قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” جعلت لي الأرض مسجداً و طهوراً ”
إن من أسوأ العادات و السلوكيات عند البعض و للأسف ليس بالقليل ، هي عادة ( البصق ) في الطرقات العامة و الخاصة و علي الأرصفة و مداخل البنيات و سلالم المستشفيات و المدارس و مباني الخدمات الحكومية ، دون إستخدام مناديل الجيب الورقية ، تاركينا وراءهم و في سقف نعالهم ، كم رهيب جداً من الفيروسات و البكتيريا العالقة بها ، لتدخل بعد ذلك إلي عقر بيوتهم ، و إلي أفواه أطفالهم الصغار عندما يلهون بأحذيتهم داخل المنزل ، ناقلين لهؤلاء الأبرياء الأمراض المعدية مثل السل و فيروس سي و كورونا الخ ، و مالم يدخل البيوت يتعرض له مصلي بجوار محل عمله أو إمرأة مسنة جلست على قارعة الرصيف لتستريح قليلاً لخشونة ركبتيها ، أو أحد وضع طعاماً أو شراباً كان يحمله على الأرض ، فلم يسلم هؤلاء من آثار البصق العشوائي في كل مكان علي مدار اليوم ، و الحل بسيط جداً ” منديل جيب ورقي”
نعم نعلم جيداً أن المملكة فرضت فرضاً علي الجميع ، و فرضت غرامة مالية مع عدم تقديم الخدمات لمن لا يلبسها ، و لكن لا يجب أن نبني حياتنا و سلوكياتنا بالتهديد و الوعيد ، فلابد من الوعي و الثقافة و الايمان بكل ما نفعله ، حتي نرتقي كيفية شعوب العالم ،
لقد كلفتنا تجربة إرتداء الكمامة أموالاً طائلة ، في وقت كنا نطالب الحكومة بدعم رغيف العيش دفعنا في الكمامة الواحدة ما يساوي قطعة الجاتوه ، لا لنأكلها و إنما لنقذفها في نهاية المطاف في صناديق القمامة ، لنحمي أنفسنا و أولادنا من هذا الوباء اللعين ، فأرواحنا غالية ، يجب علينا كشعب متحضر أن نتعلم من أيام الوباء و الحجر الصحي ، أن النظافة الشخصية بها يكتمل الشفاء و رفع الوباء ،
علموا أولادكم خطورة البصق العشوائي في كل مكان ، علي المجتمع و عليهم ، و رغبوهم في إستخدام المناديل الورقية بالقدوة الصالحة ، متعكم الله بالصحة والعافية .
الأستاذ أشرف فؤاد محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار