إسراء عبدالحافظ تكتب : جدل مايوه هادية غالب بين الربح المادي والهوية

هادية غالب شخصية معروفة في عالم مواقع التواصل الإجتماعي قررت أنها تصمم مايوهات ذات ألوان جميلة وتصميمات مختلفة ذات طبيعة جمالية جذابة لتحل أزمة كل صيف وهي الخناقة الشهيرة بين البيكيني والبوركيني التي أعتبرها من الخناقات العميقة لكل سنة..
وبالطبع المنتج الذي قدمته أسعاره باهظة الثمن لاتتناسب إلا مع طبقات بعينها لكي تستطيع أن تعوض المبالغ التي تم صرفها علي الدعايا للمنتج..
وبعيدا عن ثمن المنتج فالمنتج لم يقضي علي هذه المعركة السنوية التي تحدث كما تخيل الكثيرون لأن المعركة معركة ثقافة وهوية..

ثقافة راسخة لن يغيرها لون ولا شكل المايوه المصنوع ولكن يغيره وعي وإدراك ومعرفة وإيمان بالحرية لجميع الأفراد أيا كان مستواهم الإجتماعي وأيا كانت بيئتهم الحياتية فكل سواء عندما يستطيعون أن يتدبروا ويعقلوا ويؤمنوا بأن كل إنسان من حقه أن يرتدي ما يشاء بما يتناسب مع ثقافة المكان نفسه..

فالذهاب إلي البحر يتطلب ملابس خاصة به وملابس العمل تتطلب ملابس مناسبة للعمل وملابس النادي تتطلب ملابس خاصة به وملابس الحفلات الغنائية والمسرحية والعروض الفنية والأوبرا تتطلب ملابس خاصة بهم وملابس الريف والصعيد تختلف عن المدن وملابس الأماكن المقدسة أيضا لها احترامها والزي الذي يتناسب معها فكل مكان له طابع خاص به..

فالجدل بين معركة البيكيني والبوركيني تتطلب عقول ناضجة تدرك أن هناك معارك لا بد أن نبتعد عنها ونترك كل واحد علي ليلاه حتي لا نصطدم بثقافات احتلت مجتمعاتنا وتتطلب المزيد من التغيير أم نصطدم معها برؤية موضوعية وفكر سليم مستنير حتي نساهم في مراحل التغيير الفكري بنشر الوعي الثقافي المنضبط لاستعادة هويتنا الفكرية والثقافية في كافة أمور الحياة وليس تغيير من خلال الملبس فقط..

فهناك من يرون أن الحل الوحيد في هذه المعركة هو الإحترام والرقي وتقبل الإختلاف وتقبل ثقافات الغير المختلفة ونؤمن بقدر الإمكان بالحريات الكاملة طالما لا تتعارض مع الصالح العام للهوية المصرية والثقافة المجتمعية دون أي خلاف ولكني أري أن في هذ النوع من المعارك الخاصة بهوية وثقافة شعب ومجتمع فلابد أن نصطدم دون التطرق لمشكلات فعلاج الصدمة أحيانا يكون حلا جيدا لبعض الأمور..

فالملابس لها دلالات كثيرة تعبر عن أنماط الشخصية وثقافة وفكر إنسان وبالتالي ينعكس ذلك علي المجتمع..

الملابس دلالة علي سلوكيات أفراد وتعبر عن هوية وثقافة شعوب..

رأيت صورا من زمن فات بديعة جميلة لنساء مصريات بكافة الشوارع والميادين المصرية تعبر عن رقي وجمال واحترام لن نراهم منذ أن إحتلت بلادنا أفكار نمطية غريبة وفكرية متطرفة كانت سبب في تغير ملامح ملابس المرأة المصرية كانت سبب في بداية استغلال أجسادهن كسلعة لنشر فكر وهابي أودي بمجتمعاتنا إلي التطرف والتعصب..

كما كانت سببا في نشر سلوكيات التقييم علي الآخرين من خلال ملابسهم التي يرتدونها وهذا أمرا كان خطيرا بعد ذلك في تتطوره..

فكانت النساء هي الشرارة التي اندلعت في أغلب مجتمعاتنا العربية بحجة أنهم يريدونها آمنة متوجة مثل اللؤلؤة وبدأو يسيطرون علي عقولهن من هذا المنطلق حتي بدأت تتغير ملامحها وطريقة تفكيرها فكان كل ذلك أكذوبة لأنها أصبحت دون أن تدرك تشاركهم في تنفيذ مخططاتهم باستغلالها للسيطرة علي الشعوب لتحقيق مصالحهم ومزاعهم الخاصة..

لابد وأن نعلم أننا سنحتاج إلي أعوام كثيرة لكي يعود هذا المجتمع لأصوله وعقوله المستنيرة التي لا تخضع لقول وأفعال الآخرين..

فالتغيير قادم لا محالة والتنوير لن يترك المجتمع لظلام دامس والمرأة هي متوجة لؤلؤة دون أن يستخدمها أحد فهي التي تعيد لنفسها كرامتها وعزتها واحترامها ورقيها وهي التي تجبر المجتمع علي احترامها وتقبلها كما هي بفكر مستنير ووعي منضبط وتوازن مجتمعي دون انحلال ودون تطرف وتعصب وإرهاب..

فالمرأة ستكون سيدة قرارها وليس هناك من سيتحكم في مستقبلها ولن تقبل نساء مصر أن تكون رقم ٢ بعد الآن وسيتخذن قراراتهن في كل الأمور ابتداء من المظهر الذي لن يكون أبدا كما يريد الإرهابيين المتطرفين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار