صلاح عزازي يكتب ..إلى النخب السياسية والمثقفين.. لماذا غاب التأثير وخفت الحضور؟
يا سادة.. على امتداد الزمن كنتم قادة حركة الجماهير، وأحد أهم الفواعل المؤثرة في صنع وتوجيه السياسات، تلعبون دورا مؤثرا وحيويا داخل الدولة وخارجها. لكن لا يمكن تجاهل ما حدث من شروخ جرت في العلاقة الأهم بينكم وبين المواطنين.
كانت الموارد الشخصية التي تمتعتم بها من ذكاء ومهارة وقدرة على التحليل واستشراف المستقبل، دورا في التأثير على المواطنين، جاء هذا مدعوماً بفعل يثبت القول ويكسب النصوص حيوية.
نشاط الحركة الثقافية والسياسية ومدى فاعلية تأثيرها لم يخفت بمقدار ما يجري الآن، بالرغم من تعدد قنوات الاتصال وتنوع المنابر الإعلامية.
لا يمكن تجاهل هذه الفجوة التى تزداد اتساعا بينكم وبين المواطنين، فقد فقدت النصوص حيويتها وحركيتها، وصدقا كلما ابتعدت هذه النصوص عن مرمى المحاولات الجادة لإعادة القراءة ودقة التأويل سنجد المجتمع يعاني أكثر من الأمراض.
المجتمع يستنجد بكم بطريقة غير مباشرة، فالحل هو إنتاج ثقافة جديدة معاصرة ومتفاعلة مع القيم الحداثية والإنسانية.
هذه المجتمعات المتفرقة ترزح الآن تحت كم من الأمراض الاجتماعية التي كانت المسبب الأكبر في تدني حالتها، فالمجتمع كيان حيٌّ يصحُّ ويقوى ويضعف وقد يهوي ويموت.