هلال عبد الحميد يكتب..الانتخابات تجربة شخصية

يسيطر النظام الانتخابي عادة على أي حوار سواء كان بين أعضاء الحركة المدنية، أو بينهم وبين أحزاب الموالاة، أو قل بينهم وبين النظام
أو حتى داخل الحزب الواحد
هل الأجدى اجراء الانتخابات بالنظام النسبي أم بالنظام الأغلبي⁉️
وهل يمكن ان تجرى بالقائمة النسبية بشكل كامل في ظل وجود الحصص الانتخابية بالنواب والمحليات ⁉️
أم انه يجب إن تكون بالقائمة المطلقة باعلى نسبة وبجوارها بعض المقاعد بالفردي ⁉️
أم من الممكن اجراء الانتخابات بالقائمتين النسبية والمطلقة معًا ؟!
وهل تجرى الانتخابات حال إقرار نظام القوائم بأي نوع بدوائر ضيقة ، أم واسعة قد تصل لقطاعات يصل طولها لمئات الكيلو مترات ( من الجيزة لأسوان مثلًا)
وهل إشراف القضاء بقاضٍ لى كل صندوق هو غاية المراد من رب العباد ⁉️
وفي ظل هذا الحوار المحموم ،والذي لا ينتهي إلى اتفاق لا بين أعضاء الحزب الواحد او بين أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية، ناهيك عن الحوار بينهم وببن أحزاب الموالاة ، والذي جربناه في ٢٠٢٠، وانتهى كالعادة بطرح مشروعهم للنواب والذي اجريت على أساسه الانتخابات
وبالطبع من الأهمية بمكان ان يكون لدينا نظام انتخابي يسمح بتمثيل الجميع ، ويؤدي لتعددية حقيقية، ويجد فيه المواطنون أصواتهم معبرة عنهم في الصناديق .
بالطبع هذا رائع، ولكنه ان لم يرتبط ببيئة انتخابية ديمقراطية مناسبة ، فلن يكون لذلك النظام الانتخابي أي معنى
فماذا لو كان النظام الانتخابي قائمًا على القائمة النسبية، ولكن البيئة الانتخابية فاسدة ومشوهة⁉️

ماذا لو كان النظام الانتخابي رائعًا بينما ظلت أجهزة الدولة تتدخل في العملية الانتخابية،سواء بإعداد القوائم،او اختيار المرشحين، وتوجيه،بل قل وإجبار الناخبين على اختيار من تريده هذه الأجهزة
كمثال في انتخابات ٢٠١٠ مثلًا تدخلت الأجهزة في تقسيم الدوائر الانتخابية فقسمت مركزنا -ساحل سليم بأسيوط والذي نتمتع فيه يشعبية جارفة-قسمته الإدارة على دائرتين انتخابيتين فجعلت نصف المركز الشمالي مع مركز الفتح ونصفه الجنوبي مع مركز البداري ،ولم تكتفِ الأجهزة بهذا التقسيم بل زادت أن مرشحتنا لم تجد صوتها في الصندوق الذي تصوت به ( حصلت في هذا الصندوق على صفر) وقابلني رئيس مباحث مركزنا-وقتها – على مدخل لجنة الفرز فقال ساخرًا: عرفت النتيجة يا أستاذ هلال؟!
فأجبته متحديًا : أيوه ودي آخر انتخابات تعملوها !!

وفي انتخابات ٢٠١٥ كانت أعلنت الدوائر وكان مركزنا دائرة منفردة وبعد ان تقدمنا وترشحت أنا بنفس الدائرة ولكن مركزنا أصبح دائرة مستقلة ، ولكن تم إيقاف الانتخابات وأعيد تقسيم الدوائر وضموا مركزنا لمركز اكثر من ضعف ناخبيه ليكون المركزان دائرة واحدة بمقعدين وواصلت الترشح ، وتم تسخير كل أجهزة الدولة ضدي وخرج كل مذيعي البرامج وعلى رأسهم : إبراهيم عيسى وأحمد موسى وكذا المواقع الإخبارية يقولون بصوت واحد ( هلال عبدالحميد أخوان محدش يصوتله )
وجمعت الأجهزة المشايخ والعمد وحذرتهم من التصويت لـ( هلال عبدالحميد) صوتوا لاي حد إلا هلال
ولكن الناس صوتت ودخلت الإعادة وحيدًا من مركزًا مع ٣ من مرشحي المركز الآخر وطبعًا هذه النتائج التي ستجعل فوزي ف المرحلة الثانية مؤكدوا لم تعجب القائمين على الأمر ، فتم تغيير النتيجة بعد أيام من إعلانها واصبحنا (٤) بالإعادة) من كل مركز مرشحان
ومورست نفس الأساليب والضغوط والانتهاكات ولكن كانت إرادة الجماهير أقوى وتم إعلان النتيجة بمحضر الجلسة العامة بنجاحي وبعد مناورات طويلة تم تمزيق محضر اللجنة العامة وإعلان نتيجة بنجاح مرشحين اخرين غيري
كنت وقتها مرشحًا على النظام الفردي، وطبعًا قوائم ٢٠١٥ كلنا نعرف كيف تم تشكيلها
فهل آن الأوان لان نطالب بنظام أنتخابي متكامل ونزيه
وبيئة انتخابية مناسية وعادلة ، وأن تخرج الأجهزة من التدخل في الانتخابات وتنارس دورها المنوط بها دستوريًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار