منتصر العمدة يكتب..النظام الانتخابي…القائمة النسبية بديل للفردي ولا استغناء علي القائمة المغلقة المطلقة لضمان تمثيل الكــوتة دستورياً.

بدأ الحوار الوطني الذي دعى إليه السيد رئيس الجمهورية اولى جلساته الرسمية ويشمل الحوار ثلاثة محاور هي المحورالسياسي والمحور الاقتصادي والمحور المجتمعي وتمن المحور السياسي عدة لجان منها لجنة مباشرة الحقوق السياسيةوالتمثيل النيابي ومن ضمن موضوعات هذه اللجنة اختيار النظام الانتخابي للبرلمان القادم بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ ومن الواضح أن النظام الانتخابي للبرلمان محل اهتمام من القوى السياسية المختلفة نظراً لأهميته حيث يؤثر في الحصول علي أغلبية البرلمان وتحديد كفاءة ونوعية أعضاء البرلمان بغرفتيه وأيضاً يؤثر في مزاج ورغبة الناخب… ويسعدني أن أتناول الموضوع في عدة نقاط:

ضمانة تمثيل الفئات الستة الكوتة تنفيذاً للدستور
ألزم الدستور المصري في المواد 102 و243 و244 وجود كوتة لستة فئات هي المرأة – العمال والفلاحين – الشباب – المسيحيين – ذوي الاعاقة – المصريين المقيمين بالخارج وهي فئات متعددة وليست فئة واحدة يسهل تمثيلها بأي نظام انتخابي وعليه يشترط في قوانين الانتخابات أن تختار النظام الانتخابي الذي يضمن تمثيل هذه الفئات المتعددة وهذا الشرط هو أمر وجوبي لا يمكن تجاهله لأي سبب من الأسباب لتعلقه بمواد دستورية.

ما هو النظام الانتخابي الذي يضمن تمثيل الكوتة؟
العديد من القوى السياسية والنخبة يهاجمون نظام القائمة المطلقة ويصفونه بالخطيئة الساسية ويطالبون بتطبيق القائمة النسبية سعياً لتواجد برلماني فاختيار النظام الانتخابي ليس بالهوى وإنما يجب ان يكون النظام المقترح متوافق دستورياً بضمان تمثيل الفئات المتعددة وقد اجريت الانتخابات البرلمانية السابقة بالنظام المختلط الذي جمع بين القائمة المغلقة المطلقة والفردي وهنا نوجه للقوى السياسية سؤال هل اختيار القائمة المغلقة المطلقة كان له بديل؟ الاجابة بـ لا… لأن القائمة المطلقة الفائزة تنجح بكامل تشكيلها وعليه ضمن المشرع بتشكيل موحد لكل القوائم المتنافسة بذات أعداد الفئات الستة وبذلك ضمن المشرع تحقيق تمثيل الكوتة بنفس الأعداد المحددة بالقانون وهنا يتضح أن القائمة المغلقة المطلقة هي السبيل الوحيد المناسب لضمان تمثيل الـ 6 فئات.
القائمة النسبية ووجودها كبديل للفردي
من أنواع القوائم النسبية القوائم النسبية المغلقة والقوائم النسبية المفتوحة فالقوائم النسبية المغلقة هي القوائم النسبية التي يختار فيها الناخب اختيار واحد أي يختار قائمة واحدة فقط ويتم توزيع المقاعد حسب نسبة كل قائمة ويجبر كسر المقاعد المتبقية بأكبر الباقي أو بأعلي المتوسطات… أما القوائم النسبية المفتوحة هي القوائم النسبية التي يختار فيها الناخب العدد المخصص للقائمة من المرشحين وله أن يختار العدد المحدد من قائمة أو أكثر فيحق له التنقل بين القوائم لاختيار العدد المحدد للمرشحين.
كيف يتم ترتيب الفئات في القوائم النسبية؟ وهل تترك لحرية ممثلي القوائم أو يلزم القانون ترتيب الصفات؟ في الحالتين لا يتم تمثيل الفئات الستة ودعونا نفترض عدة حالات عملية الحالة الأولى حالة تصدر المرأة للقائمة ثم الشباب ثم الاقباط ثم المعاقين ثم المصريين بالخارج نكون بصدد نجاح أغلبية المقاعد مرأة وجزء شباب وعدم تمثيل باقي الفئات نهائياً.
الحالة الثانية تصدر الشباب للقائمة ثم ذوي الاعاقة ثم الاقباط ثم المرأة فنجد المجلس أغلبيته شباب وبعض ذوي الاعاقة ولا وجود للمرأة والأقباط وباقي الصفات.
الحالة الثالثة ترك الحرية للأحزاب باختيار ترتيب الفئات سنكون أمام عشوائية ولا تحقق بها الأعداد المطلوبية لكل فئة من الفئات الستة مع صعوبة تمثيل العمال والفلاحين.
لا تستطيع أي قوى سياسية عمل تصور صحيح لنظام انتخابي بتطبيق القائمة النسبية يضمن بها تمثيل الـ 6 فئات سواء القائمة النسبية المغلقة أو المفتوحة فيستحيل معها ضمان تمثيل الكوتة نهائياً ومن يدعي غير ذلك عليه تقديم مقترح للنظام الانتخابي.
الخلاصة
النظام الانتخابي القادم لا يمكن أن يخلو من القائمة المغلقة المطلقة لأنها الضمانة الوحيدة لتمثيل الفئات الستة الواردة بالدستور… استحالة تمثيل الكوتة بالقائمة النسبية سواء المغلقة أو المفتوحة… يمكن الجمع بين القائمة المغلقة المطلقة والقائمة النسبية والغاء الفردي… يمكن الجمع بين القائمة المغلقة المطلقة مع الفردي… متمنياً التوفيق للقوى السياسية ولجان الحوار الوطني في اختيار نظام انتحابي سهل وواضح ودستوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار