دكتورة أماني فؤاد تكتب ..غدا يبدأ أول أيام شهر رمضان
كل عام وشعوب العالم العربي والإسلامي بخير..
ماذا لو تركنا كل الخلافات السياسية تماما، والتفتنا للحقيقة الإنسانية الكبرى التي تواجه لحظتنا الآن، احتياج الجموع في غزة للطعام والشراب والأمن، ماذا لو جنَّبنا التوجهات السياسية المختلفة لبعض الدول العربية، واتفاقهم أو اختلافهم مع سياسات السُّلطات السياسية بفلسطين وغزة، سواء حماس بفصائلها أو السُّلطة الفلسطينية أو منظمة فتْح، ماذا لو تركنا مشاريع التطبيع أو عدمه، وتوازنات العلاقات الدولية، لننطلق من حق العيش والأمان لكل إنسان؟
من أجْل حق الإنسان في الحياة؛ أقترح أن تتجمع كل مجالس ولجان ومراكز حقوق الإنسان الوطنية لكل البلدان العربية الــ 22، في قوة واحدة، واتحاد صلب؛ لنضغط على إسرائيل وأمريكا؛ لإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة ورفح، بكل الطرُق، وعلى وجْه السرعة، سواء من المعابر أو عن طريق البحر، بالإنزال بالطائرات أو بالسفن، وأن نطالب بوقف إطلاق النيران الشامل لمدة شهر رمضان؛ لعل الله يكشف هذه الغمة الموجعة.
أن تشتغل معًا كل هذه الكيانات الحقوقية لصناعة رأي عام عالمي ضاغط لإيجاد حلول عاجلة وإنسانية تراعي وضْع شعب كامل في غزة، وأن تحل هذه الكيانات الحقوقية العربية محل تجاهُل وصمت الكيان الحقوقي في الأمم المتحدة لحق شعب غزة في الحياة.
من بإمكانه أن يقف رافضا حق الحياة والطعام والشراب لأكثر من مليونَي إنسان!؟
بإمكان المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان أن يتبنى تلك المبادرة، كما أن هناك كيانًا حقوقيًّا يُدعى الشبكة العربية لحقوق الإنسان، تابعًا للجامعة العربية، لذا يمكن أن ينسِّقا معا لخلْق هذا التحالف، أعلم أن هذه الكيانات وطنية وليست دولية، لكن عدالة الدعوة وإنسانيتها، دون تدخلات سياسية، يمكن أن تؤثِّر وتدعم مبادرة قوية لحملة واسعة من شأنها الضغط بكل الوسائل الإعلامية؛ لإنقاذ أهالينا في فلسطين، خاصة وأن شاحنات المساعدات موجودة بالفعل، وبمساهمات من كل الدول. قوتنا في وحدتنا خاصة لو أن الهدف إنساني شامل.