سقوط دولة الإحتلال على يد التحالف العربى
تحتفل مصر والدول العربية بالعيد الواحد والخمسين لإنتصار أكتوبر المجيد هذا الحدث الذى لم يكن ليحدث دون توحد العرب والتنسيق البينى المشترك وإجتماعهم على قلب رجلا واحد فى وجه العدو المحتل الغاصب الذى جئ به لمنطقتنا ليجثم على أنفاس دولنا العربية و يحول دون الإتصال بين عرب أسيا وإفريقيا ونشر الفرقة بينهم لمنع إتحادهم ما يهدد مصالح الدول الإستعمارية الغربية التى تسعى لإستمرار الهيمنة على المنطقة الأهم حول العالم وحلقة الوصل بين دولهم ومستعمراتهم بالشرق والجنوب طبقا لمخرجات مؤتمر لندن ما بين عامى 1905 : 1907 وما عرف بوثيقة كامبل نسبه لهنرى كامبل رئيس وزراء بريطانيا حين ذاك وبحضور أرثر بلفور الذى أعطى عام 1917 ما لا يملكه لمن لا يستحق ” وعد بلفور ” بإقامة وطن قومى لليهود على أرض فلسطين العربية .
والجدير بالذكر أنه ووسط هذه الإحتفالات وبعد مرور هذه الأعوام حقق العرب نصر جديد يضاعف من مشاعر البهجة والفخار حيث نجح التحالف الديمقراطى الإجتماعى فى العالم العربى وبعد فترة وجيزة من إنطلاقه فى إسقاط إسرائيل من عضوية مجلس إدارة التحالف التقدمى (Progressive Alliance ) هذا التحالف الدولي الذى يضم ما يقارب 200 من الأحزاب السياسية الديمقراطية والتقدمية حول العالم ، بالتعاون مع دول الجنوب العالمى بقارات أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
هذه الدول التى صنفت كدول عالم ثالث طبقا لنفس الوثيقة ( وثيقة كامبل ) واعتبرت دول تتصادم مع الحضارة الغربية يجب حرمانها من العلوم والمعرفة وإمتلاك التكنولوجيا وفرض الهيمنة والسيطرة عليها لضمان استمرار ثروات تلك الشعوب للدول الإستعمارية التى تندر بها الموارد والثورات الطبيعيه المطلوبة لضمان إستمرار ألتهم الصناعيه ومن ثم إعادة بيعها مصنعه بأضعاف مضاعفة لهذه الدول التى حرمت من فرص التنمية وامتلاك التقنيات المتقدمة لكى تظل أسواق تضمن تدفق المليارات لدول الغرب الإستعمارية فتعيش هى فى رفاه ورخاء فى حين تظل دول الجنوب غارقة فى الفقر و الجوع والتأخر .
على الرغم من ذلك فقد نجحت أحزاب تلك الدول ( دول الجنوب العالمى ) بدفع من ممثلى الأحزاب الديمقراطية بالدول العربية فى تلقين دول الغرب الذى ظل يروج لنفسه كونه العالم الأول المتحضر الذى يتبنى الديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان درسا فى صحوة الضمير والإنسانية وبإرادة قوية على الترسيخ لمبادئ العدالة والمساواة وإحترام القانون الدولى والرفض التام لكل الممارسات الفاشية لدولة الإحتلال التى تحظى بدعم لا محدود من حكومات وأحزاب العديد من الدول الغربية وتمكنوا من إسقاط عضوية هذه الدولة المتطرفة من مجلس إدارة التحالف التقدمى فى خطوة تعد إنتصارا للحق وصرخة مدوية فى وجه إزدواجية المعايير لدى الدول الغربية الداعمة لدولة الإحتلال الصهيونى.
البناء علي ما تم تحقيقه
– إن هذا الإنتصار والنجاح الدبلوماسى على المستوى الغير رسمى له دلالات عدة يأتى على رأسها أهمية الدور الذى تلعبه الأحزاب السياسية الديمقراطية فى التاريخ السياسى للمنطقة وما يمكن أن تتقاسمه مع الدور الرسمى من ملفات والمساهمة فى تحقيق الأهداف المشتركة والقضايا المصيرية التى نجتمع عليها جميعا على إختلاف توجهاتنا .
– أهمية فتح الباب أمام هذه الأحزاب لمزيد من الممارسة السياسية والمشاركة فى طرح الرؤى وإيجاد الحلول التى تساعد فى تحسين أوضاع شعوبنا ومجتمعاتنا العربية لجانب المؤسسات الرسمية .
بكل تأكيد هناك فرصة سانحة لتغيير الصورة الزائفة التى عمدت الصهيونية العالمية على نشرها عبر البروبجندا وسيطرتها على وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا حول العالم وإلصاق أكاذيب التطرف والإرهاب بدولنا العربية والتشكيك فى مدى تحضرنا وكوننا شعوب محبة للسلام تدعم العدالة والمساواة والتعايش السلمى تنبذ العنف والتطرف بل أننا أكثر من عانى من الإرهاب الذى ذرعوه هم بمنطقتنا لتحقيق اجنداتهم الخبيثة تلك.
هناك جيل جديد هو الجيل “ Z “ رأى بعينه وشاهد بنفسه الإجرام الصهيونى الذى وصل حد الإبادة وبدأ يتنبه لكونه هو الأخر ضحية الكذب والتزييف الذى تنتهجه الصهيونية العالمية إذ ظلت لعقود تتاجر بالمظلومية ومعاداة السامية لكسب التعاطف وتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية فى حين أنها المعتدى والمتطرف والمروج الأبرز للعنصرية ، ويجب أن نستثمر تلك الفرصة ونزيد من التواصل مع هؤلاء الشباب لنسف هذه الأكاذيب تجاهنا عبر إعداد كوادر شابه قادرة على تبنى لغة حوار بناءة ومنهج فكرى معتدل قادر على أعطاء صورة صائبة عن شعوبنا وتؤسس لمرحلة جديدة من التاريخ الإنسانى تعلى قيمة الإنسان دون تقسيم أو تصنيف فالجميع سواء لهم الحق فى العيش بسلام وأمان ، نتشارك معا قيم العدالة والمساواة والتعايش السلمى وإقرار القانون من أجل عالم أكثر إستقرارا وتماسك .