العائلة التي سقطت من أعلى البرج… مأساة أحمد الدجوي ليست فردية!

في هدوءٍ مخيف، سقط شاب من داخل واحدة من أشهر العائلات التعليمية في مصر… لكن السقوط هذه المرة لم يكن ماديًا، بل إنسانيًا واجتماعيًا وربما أخلاقيًا.
أحمد الدجوي… حفيد الدكتورة نوال الدجوي، رائدة التعليم الخاص، فارق الحياة بعد أن أطلق النار على نفسه داخل إحدى وحدات كمباوند فاخر بمدينة 6 أكتوبر، بحسب ما جاء في بيان وزارة الداخلية. التفاصيل الأولية تقول إنه كان يعاني من اضطرابات نفسية، وإنه عاد مؤخرًا من رحلة علاج بالخارج. لكن هذه مجرد رواية رسمية… أما الرواية الإنسانية، فهي أعمق بكثير.
منذ شهور قليلة، وجّهت الجدة نوال اتهامات صادمة لحفيدها بسرقة أكثر من 300 مليون جنيه من خزائنها الخاصة. نعم، حفيدها! قُدمت البلاغات، وأصبحت الأسرة مادة دسمة للإعلام والناس… وبعدها جاءت النهاية التراجيدية.
في مأساة كهذه، من الطبيعي أن نتساءل: من المذنب؟
أهو الحفيد الذي عانى من الضغوط؟
أم الجدة التي آثرت القانون على العائلة؟
أم المال الذي تحوّل من وسيلة أمان إلى لعنة نزعَت الرحمة؟
الصدمة الحقيقية ليست في موت أحمد… بل في موت الروابط، وانعدام الرحمة، وغياب التراحم داخل بيت واحد.
قصة أحمد ونوال الدجوي تسكن اليوم في عناوين الأخبار، لكنها في الحقيقة تسكن قلوب آلاف الأسر التي قتلها المال أو الغرور أو غياب الحب.
ليست كل النهايات التي تبدأ بالقانون تُنهي العدالة… وليست كل القلوب التي تربّت على النجاح تعرف كيف تمنح الحُب.
المأساة الحقيقية أن تموت وأنت على قيد الحياة… أن تُصبح عدوًا داخل بيتك، وأن يغدو الميراث لعنة، والقرابة سيفًا.
رسالة للكل: حافظوا على روابطكم قبل أن تُصبح أوراق بلاغات ومحاضر شرطة، وقبل أن تجدوا أنفسكم في جنازة شاب صغير سقط من أعلى برج “العيلة المحترمة”.




