الندل السياسي..حين يتحول الدعم إلى خيانة

في عالم السياسة، كثيرًا ما نسمع عن “الفرص” و”التحالفات” و”النجاح”، لكن خلف كل ذلك، تختبئ ظاهرة قديمة قدم الطموح نفسه: الانتهازية.
الانتهازي السياسي ليس بالضرورة شريرًا من اللحظة الأولى، بل هو في كثير من الأحيان شخص طموح بدأ من لا شيء، لكنه قرر أن يسلك الطرق الملتوية للوصول إلى كل شيء.
واحدة من أكثر صور الانتهازية قسوة، هي حين يصعد شخص ما — بفضل دعم ناس آمنوا بيه، وآزروا حلمه، وساعدوه على الوصول — ثم يُدير لهم ظهره بمجرد أن يتحقق له ما يريد.
الغِنى أو المنصب هنا لا يصنع رجلًا جديدًا، بل يكشف ما كان خافيًا: شخصية ناكرة للجميل، أنانية، تستغل ولا تعترف.
يدّعي البعض أن “السياسة ما فيهاش عواطف”، لكن الحقيقة أن القيم لا يجب أن تسقط على باب البرلمان أو الوزارة. الخيانة ليست دهاءً سياسيًا، بل ندالة إنسانية.
—
هناك قصه قديمه تروي العبره لكل من اراد أن يعتبر : القصة التي انتهت بالسقوط
يحكى أن أحد رجال الأعمال، في بداية طريقه، كان شابًا مغمورًا يسعى للترشح في مجلس محلي صغير. لم يكن يملك مالًا ولا شهرة، لكن مجموعة من البسطاء في منطقته قرروا دعمه.
طبعوا له اللافتات، نشروا حملته، جمعوا التبرعات البسيطة من قوت يومهم، وكانوا فرحين كلما حقق خطوة للأمام.
وبالفعل، نجح، وبدأ يصعد السلم، من محلي إلى نيابي، ومن النيابة إلى رجل أعمال ضخم، له نفوذ وظهر في الإعلام.
لكن بمجرد ما استقر في مكانه، تجاهل كل من ساعدوه. قطع علاقته بالحي القديم، رفض طلبات البسطاء، وتملص من وعوده حتى في أبسط الأمور، بحجة أنه “مش فاضي” أو “الموضوع مش في إيده”.
وفي أحد الأعوام، انفجرت فضيحة فساد مالي كبيرة، وكان هو في قلبها. تم التحقيق معه، وسُحب منه المنصب، وجُمّدت أمواله، وخرج من المشهد محاصرًا بالخزي والعار.
وحين حاول العودة للناس، لم يجد أحدًا في صفه. حتى من كانوا يحبونه، تذكروا طعناته، وتركوه يواجه مصيره وحده.
—
الخلاصة:
الانتهازية قد تفتح لك أبوابًا بسرعة، لكنها تُغلقها في وجهك يوم تُكشف حقيقتك.
والغنى لا يُعفي من الأخلاق، بل يُمتحَن به.
أما من يبيع من ساندوه وقت الحاجة، فغالبًا ما يدفع الثمن وقت الشدة… لكن بعد فوات الأوان.



