كلير صدقى تكتب:تحرك الرئيس السيسي يصحح المسار… وتنويع الدعاية واعتماد “اللقطة” يشعلان المشهد الانتخابي قبل المرحلة الثانية

جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لتعيد ضبط بوصلــة العملية الانتخابية، بعدما أشار بشكل واضح إلى وجود تجاوزات خلال المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، وهو ما أسفر عن بطلان نتائج عدد كبير من الدوائر بلغ ربعها تقريبًا. هذا التحرك لاقى ترحيبًا واسعًا، واعتبره كثيرون دليلًا على أن اهتمام الرئيس ينصب أولًا على مصلحة المواطن وحماية إرادته، وأن الدولة جادة في توفير بيئة ديمقراطية نظيفة وواضحة قبل استكمال باقي مراحل الاستحقاق الانتخابي.

مشهد انتخابي مفتوح… ودعاية لا تشبه ما سبق

تنوع المشهد الانتخابي بصورة غير مسبوقة، وتحول إلى مساحة واسعة لاستعراض الأدوات والقدرات، سواء التقليدية منها أو “غير التقليدية” التي أثارت ضجة على السوشيال ميديا.
فقد امتلأ الشارع المصري بمؤتمرات انتخابية وجولات ميدانية، إلى جانب حملات تعتمد على مشاهد غريبة أو ملفتة، من مرشح يقود عجلة، وآخر يختار الحصان، وثالث عامل محارة،ورابع يرتدى زى فرعونى ، وسط موكب فرعونى وكلهم يبحثون عن تلك “اللقطة” أو اللفتة التي تجذب الأنظار وتمنحهم دفعة نحو صندوق الاقتراع.

هذه الظاهرة عكست حالة انفتاح واضحة في الساحة الانتخابية، لكنها في الوقت نفسه طرحت تساؤلات حول حدود المنافسة، وإلى أي مدى تتحول العملية الانتخابية من سباق برامج وكفاءات إلى سباق لفت انتباه.

بين الواقع والطموح… حلم البرلمان يجذب الجميع

الساحة المفتوحة جعلت كثيرين يتقدمون للترشح طمعًا في فرصة الوصول إلى البرلمان، رغم إدراكهم أن مقعدًا تحت القبة لا يزال حلمًا صعب المنال.
إلا أن الرغبة الطاغية لدى البعض في الظهور والتجربة دفعت بهم إلى ابتكار جميع الوسائل الممكنة للفت الأنظار، في مشهد يجمع بين الجدية والطرافة أحيانًا.

هذا التزاحم أعاد تسليط الضوء على سؤال قديم جديد:
هل نحتاج إلى تقسيم المرشحين لفئات أو مسارات تضمن التكافؤ والتوازن المجتمعي بحيث لا يطغى رأس المال السياسي على الساحة؟

مرشحة تخطف الأضواء… ودعاية تقول الكثير

ومع تصاعد حدة المنافسة، برزت المرشحة الشابة مونيكا مجدي كمثال مختلف تمامًا.
اصطحبت دراجتها البسيطة، علقت عليها لافتات بسيطة، وجابت شوارع شبرا الخيمة وروض الفرج وبولاق أبو العلا، مناشدة المواطنين رفض المال السياسي واختيار من يعمل بصدق.
أسلوبها المباشر والبسيط جذب اهتمام الكثيرين، وتحول إلى أيقونة لحملات تُبنى على الجهد الشخصي وليس على النفوذ أو الإنفاق الضخم.

حراك سياسي واسع… والمرحلة الثانية تُراقَب بدقة

قبيل انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات في 13 محافظة بينها القاهرة، يبدو الشارع في حالة حراك غير مسبوقة.
التنوع الهائل في الدعاية، واعتماد كثير من المرشحين على “اللقطة”، يقابله تشديد رسمي على ضبط العملية الانتخابية بعد أخطاء المرحلة الأولى.

تصريحات الرئيس السيسي أعطت إشارة واضحة بأن الدولة لن تتهاون مع أي تجاوزات، وأن ما حدث لن يُسمح بتكراره، ما جعل المواطن نفسه أكثر وعيًا وأكثر اهتمامًا بمتابعة التفاصيل والتدقيق في أداء المرشحين.

أزمة ثقة أم فرصة لإعادة البناء؟

رغم ما سببته التجاوزات من ارتباك وقلق، فإن الاعتراف بها والتحرك لمعالجتها يمكن أن يشكل فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة في العملية الانتخابية.
الشارع اليوم يطالب بمراجعة أعمق، وفحص أدق، وتكافؤ أكبر بين المرشحين، حتى تعود المنافسة إلى جوهرها: البرامج والكفاءة وخدمة المواطن.

وفي النهاية، يبقى السؤال المطروح بقوة:
هل تكون المرحلة الثانية مساحة لتصحيح المسار، أم محطة جديدة تفرض على الجميع التوقف لإعادة تقييم قواعد اللعبة؟
كلمة لقطة شكلها بحيث تظهر معنى لفتة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!