أ.د حماد عبد الله يكتب.. تجار الحروب وكوفيد 19 !!

 

قرأت وسمعت عن تجار الحروب إباَّن الحروب العالمية الأولى والثانية عالمياً ، وكذا الحروب الإقليمية والتى خضنا منها أربعة حروب شهيرة فى التاريخ الحربى المعاصر.

حرب 1948 ودخول الجيش المصرى ضمن تحالف عدة جيوش عربية للحيلولة دون قيام دولة إسرائيل على أرض عربية مغتصبة ( فلسطين) ، وخسرنا الحرب نتيجة عدم الترابط ويقال أيضاً “الخيانة” التى إنزلق إليها بعض القادة العرب !!
وحرب 1956 التى واجهت فيها “مصر” ثلاث دول (إنجلترا ، وفرنسا وإسرائيل ) وإنتهت خلال ثلاث شهور لوقوف العالم الحر مع القضية المصرية وخرج أخر جندى معتدى على أرضنا من مدينة “بورسعيد الباسلة” يوم 23 ديسمبر 1956 ، وكان هذا يوم نصر نحتفل به وطنياً حتى اليوم.

ثم حرب 1967 وهى حرب محدودة الزمن حيث خلال ست ساعات إستطاعت إسرائيل أن تنهى بالضربة الجوية المفاجأة صباح 5 يونيو المشئوم على المطارات المصرية وإعجاز دور الطيران المصرى من الإشتراك فى حرب الست أيام السود وتشتيت القوات العسكرية المصرية.

وخلال حرب الإستنزاف من 1967 وحتى عام 1973 حين إستطاعت القوات المسلحة المصرية أن تعبر خط (بارليف)( أكبر مانع عسكرى على خط المواجهة فى قناة السويس) وخلال ست ساعات أيضاً أفقد الجيش المصرى العدو توازنه تماماً وإحتلال النقط الحصينة على الخط العسكرى المعروف (بارليف) كما صرح بذلك الراحل “أنور السادات” أمام مجلس الشعب المصرى يوم 17 أكتوبر 1973.

من هذه المقدمة عن الحروب التى خاضتها مصر إما مشتركة أو منفردة ، كان لتجار الحروب دور بارز فى إستغلال هذه الأزمات العالمية والوطنية فى الإثراء على حساب الشعب من إحتجاز المواد الأساسية سواء طعام أو وقود أو دواء وبيعها بأسعار مبالغ فى قيمتها عن سعرها الحقيقي أو الإتجار فى مخلفات الحرب من أبنية سقطت أو أبنية كانت تحتاجها قواتنا المسلحة وكذلك الإتجار فى الأسلحة وخاصة فى الحرب العالمية الثانية والتى كانت مخازن القوات المسلحة المحتلة لبلادنا ( الإنجليز) متاحة للشعب المهتم بالكفاح ضد الإستعمار وضد الإحتلال وبيع تلك الأسلحة والذخيرة والمستولى عليها للعصابات والخارجين عن القانون فى البلاد.

حتى جائتنا حرب عالمية أخرى وهى ( وباء الكوفيد 19 ) والذى ضرب أرجاء العالم منذ أواخر عام1919 وأوائل عام 2020 , وشاهدنا كيف تساقطت دول العالم وسقطت منظوماتها الطبية ، أمام إنتشار هذا الوباء اللعين ,ولم تستطع دوله مهما كانت قوتها وعظمتها من الفكاك من هذه الحرب الشرسه , وأسمينا المواجهين فى هذه الحروب بالجيش الابيض جحافل من الاطباء أو الممرضين وقفوا فى كل أرجاء العالم يواجهون تساقط الشعوب تحت براثن هذ الوباء.

وهنا ظهر تجار الحروب وبقسوه مرة أخرى وخاصة فى مصر , حيث إرتفع سعر كل المواد الطبية , ولم تستطع الحكومه بكل الجهود التى تبذلها من إنشاء مستشفيات للعزل وتوفير المواد الطبية اللازمة كالأكسجين والمضادات الحيوية , والفيتامينات اللازمة طبقاً للبروتوكولات التى إتفق عليها طبياً مع منظمه الصحه العالمية , على أن تتوفر بالقدر المتاح امام هذه الجائحة ,ولكن اللافت للنظر والذى عانيته شخصياً فى التعامل مع تجار حرب (الكوفيد 19),هو سر المستشفيات الخاصة بالإتجار فى الادوية المطلوبة, فلم أكن أتخيل أن إيجار جهاز (فابوثيرم ) للأكسجين يصل إلى خمسون الف جنيهاً (إيجار لمدة أسبوع) وهناك شركة واحده محتكرة لهذا الجهاز فى مصر وهى (TOTAL CARE) ولم أتخيل أن حقنه قيمتها مبلغ يصل إلى أكثر من 12 ألف جنيهاً (أكتيمرا) ولم أتخيل أن دواء هام لهذه الحالات إسمه (سولوميدرول ) يصل سعره إلى أكثر من خمسمائه جنيها وسعره الحقيقى لا يتعدى المائه جنيها تجار حرب كوفيد 19 فى مصر , “يرتعون دون ضمير ودون خشى” !!.

وللأسف الجميع فى احتياج لتمرير هذه المرحلة الصعبه من حياتنا مع هذا الوباء !!,ولكن هل ستسكت الدوله ؟, ووزارة الماليه (المختصين بشأن ضرائب المهن الحره والقيمه المضافة ,والضرائب العامة عن هؤلاء التجار الجدد !! مجرد سؤال للدكتور (معيط) !!

أ.د حماد عبد الله حماد
عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق
hammad_acdc@yahoo.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار