مدحت الزاهد يكتب.. رموز مصرية “صالح سليم”

عطفا على ظاهرة الحروب الكروية ومشاكل مرتضى منصور وازمة شيكابالا فان الازمة في جوهرها نتاج فساد المنظومة الرياضية عامة وانبطاح رؤساء اتحادات واندية امام البزنسيس و الحاكم والأجهزة في مناخ يحول معظم المعلقين الرياضين ونجوم الكرة والفن ورؤساء الأندية الى مطبلاتية للحكم ويكتسبون مكانتهم بالردح وتخوين المعارضة ويصعدون على هذا السلم الى الجاه والشهرة والنفوذ، كل حسب اجتهاده وهم أبطال من زمننا صعدوا فى مناخ يشيع فيه الفساد وتغيب فيه الحريات ويتم تسليع القيم في مزاد علنى كبير، ومنهم من يكتسب نفوذه بحكم دوره و مكتبه العامر بالتسجيلات والسيديهات وبمستشارين و قيادات سابقة في أجهزة امنية ورقابية يقدمون له ما يلزم لتصفية الخصوم.

في هذه الأجواء يلزم العودة لصالح سليم فهو لم يحنى راسه ولم ينبطح وله مواقف لا تنسى منها مغادرة الاستاد لما وجد ان موقع مقعده كرئيس النادى المضيف قد تغير لصالح ضيوف اصطجبهم مبارك و خلافه مع فؤاد مجيى الدين رئيس الوزراء لرفض صالح التوقيع على اتفاق ببن الاندية لحل ازمة طارئة ووقع عليه كل روساء الاندية ورفض صالح التوفيع قبل الرجوع لمجلس الادارة ولومه لفؤاد محيى الدين لما قاله خلص يا كابتن ومن هذه المواقف رفضه الاولى لاستقبال مبارك عندما اخبروه ان طائرته ستهبط فى الاهلى اثناء افتتاح الاوبرا وكان رده انه بستخدم الاهلى كجراج هاتوا محافظ القاهره يستقبله ورفض العودة من الخارج لاستقباله وبعد ضغوط اعتمدت على اصول الضيافة استقبله مجلس الادارة وعاش صالح مرفوع القامة ولم يصدر اثناء رئاسته اعلانا بان النادى الاهلى يؤيد مبارك في اى انتخابات ترشح لها ، فالاهلى كيان عريض يشمل تنوعا كبيرا من الآراء والتوجهات ولا يملك مجلس إدارة ان يتحدث باسمه مؤيدا لحاكم في اى شأن انتخابى على نحو ما حدث من اعلان تأييد السيسى في الانتخابات الأخيرة فى اغتصاب مشين لمبدأ التنوع وحقوق الاعضاء .ولم ينحنى صالح ولم يضع نفسه موضع الشبهات ولم يصادق الفاسدين ولم يتربح وعمل متطوعا ومتبرعا للاهلى وكذلك شقيقه طارق فترات عمله كمدير للكرة ولم يتقاضى مليما واحدا و، بل أن صالح حرم اعضاء مجلس الادارة من حضور التدريب بسبب محاولات التدخل فى الامور الفنية وفى تشكيل الفريق وقرر وقف الفريق الاول المتمرد بكل النجوم الكبار وذلك قبل مباراة حاسمة مع الزمالك ولعب الاهلى المباراة بناشيئه وفاز وصعد نجم الاشبال ولم يكن صالح يتوقع الفوز ولكنه اكثر من ادرك وقدم المثال على ان الانتصار للقيم والمبادئ اهم من الفوز فى مباراة او بطولة وانه يسرى كاعراف وتقاليد يكون لها سحر اقوى من القوانين والدساتير وان الاختبار الحقيقى للقيم يكون فى وقت الازمات وليس زمن البحبوحه. وعندما لاقى صالح ربه وترددت اسماء من يخلفوه قلت لشقيقه المرحوم طارق لسليم انهم عكس صالح اعتادوا الانحناء لرئيس وتحيط ببعضهم شبهات واقترحت عليه ان يترشح هو ، عن سابق معرفة مختبرة باستقلاليته وكرامته ونزاهته فرفض وقال ان صالح وعد حسن حمدى وكنت سألته قبلها عن عودته لمنصب مدير الكره بعد ان استقال فاجاب صالح امرنى وقال لى هذا امر .. ولم يكن صالح يملك سلطة الامر ولكن كان قامة وهناك فرق بين الدرجة والموقع فى السلم الوظيفى وبين القامة المكتسبة بالثقة والاحترام والكرامة والنزاهة .. الموقع يذهب ويجئ اما القامات فلها نفوذا حاضرا وقدرة على التاثير حضورا وغيابا ومكانة صالح لا تغيب وموقعه سيبقى شاغرا حتى تأتى ازمان اخرى وتمنحنا رموزا مثل صالح سليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار