كريمة الحفناوى تكتب.. مبادرة التنمية العالمية – لنعمل يداً بيد
دعا الرئيس شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية بلدان شمال شرقى أسيا إلى مضاعفة الجهود من أجل تعزيز التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة وتعميق التعاون بين مبادرة “الحزام والطريق” والاتحاد الاقتصادى الأورو أسيوى، والتصدى للتغيرات المناخية، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية فى المنطقة، وذلك أثناء حضوره افتتاح الجلسة العامة للدورة السادسة للمنتدى الاقتصادى الشرقى فى 3 سبتمبر.
وفى الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أطلق الرئيس الصينى “مبادرة التنمية العالمية” والتى دعا من خلالها كافة دول العالم إلى التكاتف والتعاون وبذل الجهود المشتركة لتجاوز التداعيات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد على التنمية العالمية مع تسريع وتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للتنمية العالمية، كما دعا إلى تنشيط الاقتصاد العالمى والسعى لتحقيق تنمية أكثر قوة واخضراراً وتوزناً.
وأضاف شى جين بينج “تتمسك المبادرة بمفهوم التنمية التى ترتكز على الإنسان أولا وتهدف لمساعدة البلدان النامية على التغلب على تحديات الوباء وحل مشاكل الفقراء والأمن الغذائى واغتنام الاقتصاد الرقمى والتنمية الخضراء”.
وأكد الرئيس الصينى على مفهوم المبادرة والعمل على تنفيذها من خلال خطابه فى مؤتمر إحياء الذكرى الخمسين لاستعادة المقعد الشرعى لجمهورية الصين الشعبية فى الأمم المتحدة.
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت فى دورتها السادسة والعشرين عام 1976 القرار رقم (2758) الذى ينص على استعادة كافة الحقوق للصين فى الأمم المتحدة.
ويتمسك الرئيس الصينى بمبادىء مبادرة التنمية العالمية التى أشرنا إليها حيث أكد فى الذكرى ال50 لاستعادة مقعد الصين على “يمثل السلام والتنمية قضيتنا المشتركة، وتمثل الإنصاف والعدالة مُثلنا العليا، وتمثل الديمقراطية والحرية سعينا المشترك”.
كما أضاف الرئيس الصينى عدة نقاط هامة توضح ماجرى خلال هذه الفترة وهى أنه خلال 50 عاما من التنمية السلمية فتح الشعب الصينى مرحلة من الإصلاح والانفتاح، ونجح فى تطوير “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”، وحقق هدفه فى القضاء على الفقر.
عملت الصين على التعاون مع شعوب العالم لصيانة العدل والإنصاف والسلام والتنمية، ورفض الهيمنة وسياسة القوة، وعقب جائحة كورونا عملت الصين على تقاسم الخبرات مع الدول وتقديم المساعدات الطبية وتوفير اللقاحات.ودعت إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المختلفة والقضايا الكونية ومنها (الصراعات والنزاعات الإقليمية والإرهاب، وتغير المناخ، والأمن السيبرانى، والأمن البيولوجى).
وبالنسبة لقضية المناخ والاحتباس الحرارى التى تؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض والانبعاثات الكربونية التى تهدد الطبيعة، دعت الصين إلى اتخاذ إجراءات عملية لحماية الحدود الأمنية للطبيعة وتشجيع الانتعاش الأخضر، وستواصل الصين جهودها للعمل على تحييد الكربون عام 2060، كما ستكثف دعمها للدول النامية فى تطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون، ولن تبنى مشاريع طاقة جديدة تعمل بالفحم.
وأشار شى جين بينج إلى أن الصين شاركت بألاف الجنود فى قوات حفظ السلام للأمم المتحدة إيمانا منها بحل النزاعات بطرق سلمية.
وفى نهاية خطابه قال ” على دول العالم التعاون يداً بيد والعمل سوياً على بناء عالم يسوده السلام الدائم والازدهار والتسامح والانفتاح والنظافة والجمال، وتتقاسم المصالح والحقوق والمسئولية فى الشئون الدولية”.
إننا نتمنى أن تنضم الحكومة المصرية وكل حكومات دول العالم لمبادرة التنمية العالمية للاستفادة منها فى تسريع التنمية وتحقيق التقدم والنهضة للشعوب والمجتمعات، كما نتمنى على الدول الاستفادة من تجربة وخبرة الصين فى القضاء على الفقر وبناء مجتمع رغيد الحياة، حيث تعتبر الصين أن “مكافحة الفقر أعظم فرصة للتنمية، والتنمية وسيلة هامة للقضاء على الفقر”.
دكتورةكريمة الحفناوى.