أكمل قرطام يكتب .. من سمات الدول الناجحة

تدار الدول الفاشلة “بالنفوذ” ، وللنفوذ أشكال ، بينما تدار الدول الناجحة “بالقانون ” وللقوانين أحوال ، إنما اقصد القوانين الصادرة عن برلمانات “ديمقراطية” منتخبة من أحزاب حقيقية ، لها مبادئ وتوجهات وبرامج متباينة تجسد المصلحة العامة والأولويات من وجهة نظر كل منها ،برلمانات من احزاب منتخبة تمثل الشعب تمثيلا نسبيا .. واقعيا ، فتصدر التشريعات وأقله تعبر عن رأي الاغلبية ، ولان الاغلبية في النظم الديمقراطية هي التي تحكم ، فتفنيد المعارضة وإيضاحها لتحفظاتها علي القرارات والتشريعات للرأى العام وللناخبين هي امور مطلوبة ومهمة ، لأنها تفرض ضوء المناقشات العامة علي الامور المهمة دون تكدير لحالة السلم المجتمعية ، باعتبار حرية التعبير السلمي هو أحد اهم العناصر التي تقوم عليها النظم “الديمقراطية” ، ومهمة .. لأنها ضمانة للحيلولة دون تحول الاغلبية -مع الوقت – من الحكم الي التحكم، والانقلاب علي “الدستورية ” التي تعد الركن الرئيسي للحداثة والمعاصرة ، فتحول بذلك دون تحول الاغلبية إلى الدكتاتورية والسلطوية والجبرية .. لاشك لدي ان وأد “الديمقراطية” والاستخفاف “بالدستور ” هو أهم أسباب تقويض دولة “القانون والمؤسسات ” الصالحة ، وتحويلها إلى دولة ” النفوذ والولاءات ” الفاشلة ، التي لا تحترم دستور ولا سيادة فيها لقانون ،بمعني اخر .. تقييد المعارضة أو الغاءها بتزييفها، أوحجبها ومنعها التعبير عن آرائها ، أو اضطهادها ، أو توظيفها أو افسادها بالإغراءات هو أصل الفساد وهو السبب الاساسي وراء فشلها وعدم استقرارها ..ولو بعد حين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار