بيشوى جورج يكتب.. الصوم والادمان

 

 

 

عندما ينتصف صيام المواطنون المصريون الأقباط الكبير، يبدإ أقباط مصر من المسلمين صيام رمضان.

والصوم الاربعين الكبير بحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم انقطاعى من الدرجة الثانية يمتنع فيه الصائمون عن تناول أى شىء حتي المغرب وخروج الكنيسة ، وبتعانق شهر رمضان مع الصوم الاربعيني، يمارس المصريون

التدريب النفسى، العظيم للصوم المعروف أيضا أنه علاج للكثير من المرضى النفسيين، كما أنه علاج روح يظهر مدى قدرتهم على تحمل المشقة واستكمال العلاج.

وبصوم المريض يزداد تقدير واحترام المقربين لة ، لدرجة تعطية دفعة قوية على الثبات والاستمرار على طريق الايمان،وايضا احترام له.

كما ان شعور المدمن انه استطاع مقاومة الرغبات منذ الفجر الى ساعة الغروب يعطيه دافعا قويا بامكانية الاقلاع.

يفيد الصيام في شفاء حالات عديدة من المصابين بالاكتئاب والقلق، والذين لا يتناولون الأدوية طوال اليوم، كما أنه لا يوثر على حالاتهم المزاجية في الحالات العادية والبسيطة كونهم يتعاطونها مرة واحدة أو مرتين، كما أنه يفيد أيضا للمتعافين من الكحوليات أو المخدرات لأنه لا يؤثر على مواعيد تناولهم. لذلك ننصح بالصوم، خاصة الذين لديهم استعداد للتخلص من آثار المخدرات من أجسادهم

أما المرضى شديدي الادمان فهم لا يستطيعون الصيام، بسبب تناولهم للمخدرات طوال اليوم ولا يمكنهم التحكم في كبح شهواتهم.

 

وصدق أو لا تصدق أن المصريين مسلمين ومسيحيين يصومون «467» يوما من السنة التى تبلغ أيامها ما بين «365 – 366» يوما فى كتاب «فقه السنة – العبادات، المجلد الأول»، أن المسلمين إضافة إلى شهر رمضان المعظم، يصومون: ثلاثة أيام فى شهر شعبان «13 – 14 – 15»، ووقفة عرفات يزيدون اختياريا إلى عشرة أيام، وفى شوال الستة أيام البيض، وأول ونصف رجب والسابع والعشرين منه، بالإضافة إلى «104» أيام اختياريا، وهى الإثنين والخميس، ليصل الإجمالى ما بين «147» يوما يزيدون اختياريا إلى «201» يوما. أما صوم الأقباط فهو: «55» يوما الصوم الكبير، وثلاثة أيام يونان، «43» يوما الصيام الصغير، و«40» يوما صيام الرسل، و«15» يوما صيام العذراء، ومن الممكن أن يزيد صيام العذراء اختياريا إلى «21» يوما، إضافة إلى يومى الأربعاء والجمعة ليصل عدد الأيام إلى «256» يوما ممكن أن تزيد اختياريا إلى «266» يوما، وهكذا يبلغ إجمالى صوم المصريين مسلمين ومسيحيين «406» أيام، وفى حالة الزيادات التقوية التطوعية تصل اصوام المصريين «467» يوما من «365» يوما، أى أن المصريين يصومون أزيد من أيام السنة بنحو «100» يوم؟!

 

ترى ما السبب الذى يجعل الشعب المصرى يصوم بهذه الإعداد من الأيام؟ ترى هل هى حب لله ورسله، أم تقوى للرحمن أو خشية من عقابه؟ أم أن الأمر يرتبط بشدة المظالم التى مر بها هذا الشعب على مختلف العصور، فلم يعد أمامهم سوى الزهد والتوكل على الله فى طرح هذه المظالم، أم أن قيم الحرمان النسبى والتحديات الكبيرة الاجتماعية دفعت مقدرات الشعب على الانقطاع عن الطعام؟ كل تلك المناحى جعلت المصريين يرتبطون بالصوم روحيا ودينيا، وارتباط ذلك جليا بالهوية المصرية منذ عصور الفراعنة وحتى الآن.

لذلك فالصيام عامل مساعد كبير في علاج الادمان .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار