اشرف فؤاد يكتب..الحوار و إزالة الأسوار

لماذا عندما تأتي سيرة ” الحوار ” يصاب البعض بالدوار ؟!!
إن الحوار الوطني بين ألوان الطيف السياسي في أي وطن بمثابة الحبل السري للحياة ، الصدام بمثابة الخلطة السحرية لضياع الأوطان ، لأنه يحرق الأخضر و اليابس ، و دائماً ما يكون ضحاياه من الأبرياء و العجزة و المسالمين و الضعفاء من أبناء الوطن ..
و الوطن في الظروف الراهنة لا يتحمل الكيد لبعضنا البعض و لا التآمر و لا التخوين و لا تصفية الحسابات التي يصفيها الله بحكمته كيفما شاء ..
فالأقتصاد في حالة ركود .. و التضخم في حالة هجوم ، و العالم يتحول و يتشكل من جديد و لا نعلم إلي أين ؟!!
إن الدعوة الكريمة التي وجهها السيد رئيس الجمهورية في حفل ” أفطار الأسرة المصرية ” للحوار الوطني ، دعوة جريئة و شجاعة ، لأن الحوار فيها يعتبر ملامح لوطن يلملم جروحه بكبرياء ، و يوحد صفوفه بذكاء ، ليواجه صعوبات تهدد وجوده ..
فالسفينة لا تغرق بسبب عمق المياه و إنما بتسرب المياه بداخلها ، و الأمم القوية لا تسمح أبدا بداخل متصارع ، هش ، و علي خلاف دائم ..
إن الخلاف بين أبناء الوطن الواحد تسبب ضياع أوطان ، مثل العراق عندما أنشطر إلي شمال و جنوب ووسط ،
ليبيا شرق و غرب ، و لبنان شمال و جنوب حتي كاد أن يعلن إفلاسه ، و سودان شمال و جنوب و غرب ، و اليمن السعيد شمال و جنوب ،
و الاختلاف لا يعني أبدأ الخلاف .
إن ضياع فرصة الحوار بمثابة ترف سياسي لا تقدر سفينة الوطن علي تحمله وسط أمواج عالمية متلاطمة تحيط بها ، و صراع بين الشرق و الغرب ينبأ بحرب عالمية ثالثة ..
و من هنا أستحلفكم بكل غالي و نفيس في هذا الوطن العزيز ، أن تقبلوا علي الحوار بعقول منفتحة ، لكي يستفيد الوطن من مخرجات هذا الحوار ف ” علي نواياكم ترزقون” نعم ترزقون الأمن و الآمان ، و الرفاهية و الحياة ، لهذا الوطن و أبناؤه ..
فبداية الغيث قطرة ، و ها نحن أمام زخات تمثل بشارة طيبة لمرحلة جديدة تستوعب الجميع ..
إن نجاح ” الحوار الوطني ” يعني وجود نضج سياسي في هذا الوطن .. يصون و لا يضيع ، يجمع و لا يفرق ، يطمئن و لا يزعج ، و يفتح صفحة جديدة في حياة الوطن عنوانها ” شركاء و ليس فرقاء ” و لأستقرار الوطن و تحقيق حياة كريمة للمواطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار