مجدى عبد الحميد يكتب.. ٣٠ يونيه تاريخ له قصة
هي مجرد مصادفة تاريخية، لا أكثر ولا أقل ..
في ذلك اليوم من عام ٢٠٠٣ دعي المركز المصري الإجتماعي – الديموقراطي نخبة من المثقفين الوطنيين الديموقراطيين المصريين، بعد مداولات وجولات من النقاش سابقة علي ذلك التاريخ، استمرت عدة أشهر، للمشاركة في أعمال ورشة عمل بمقره الكائن ب ٣٥ ش الشيخ علي يوسف بالمنيرة لمناقشة برنامج عمل ” مبادرة تجديد المشروع الوطني ”
ما هي قصة المبادرة والمركز ؟
وما الداعي لاستدعائها اليوم ؟
في تلك الفترة عانت الحياة الحزبية في مصر من وهن شديد، وتصدت للعمل الوطني والكفاح الديموقراطي والاجتماعي شخصيات سياسية ومثقفين مصريين علي اختلاف انتماءاتهم الايديولوجية، سواء بمبادرات شخصية ذاتية أو من خلال وبالتعاون مع بعض من مؤسسات المجتمع المدني التي تصدت وخاضت العديد من المعارك في مجالات الديموقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وكان المركز المصري الاجتماعي – الديموقراطي في ذلك الوقت هو احد تلك المؤسسات الديموقراطية التي اثرت الحياة السياسية بتناول العديد من قضايا وهموم الوطن بالنقاش الجاد الذي استطاع ان يكون جاذبا للعشرات، وربما المئات من المثقفين المصريين المشغولين بالشأن الوطني العام والتي جاءت ” مبادرة تجديد المشروع الوطني ” في سياقها، كما اسفرت المناقشات التي ادارها المركز منذ ذلك الحين وحتي انطلاق ثورة يناير ٢٠١١ عن بلورة رؤية متكاملة شكلت البدايات الأولي لتأسيس حزب ديموقراطي اجتماعي يحمل نفس الاسم في مصر للمرة الأولي.
أما عن المبادرة ذاتها فقد جاءت بعد سلسلة من المشاورات الثنائية والثلاثية أعقبها تقديم الراحل المثقف التقدمي والمفكر الكبير محمد السيد سعيد مسودة مبادئ تجديد المشروع الوطني كورقة أساس للحوار، في مجموعات من حلقات النقاش المتوازية والتي ساهم فيها أعداد كبيرة من مثقفين وسياسيين واكاديميين ونقابيين ونشطاء بالمجتمع المدني من مختلف المشارب والتوجهات، وقد أطلقت المبادرة بعد مناقشتها تفصيليا.
أمًا عن استدعاء تلك المبادرة بعد حوالي عشرين عاما من مناقشتها واطلاقها، هو انها بأفكارها ومعالجاتها للقضايا الوطنية في كافة المجالات وعلي جميع المستويات نراها مازالت صالحة وكأنها أعدت بالأمس القريب استجابة لمتطلبات اللحظة الراهنة.
تحية لروح المفكر المثقف الانسان الوطني الديموقراطي بحق محمد السيد سعيد، الذي صاغ باقتدار وحكمة مسودة تلك المبادرة، وتحية لجميع الزميلات والزملاء احياءا ومن رحلوا عن عالمنا وكان لهم شرف الاشتراك في عشرات المحاولات والنضالات المخلصة للاصلاح السياسي والديموقراطي وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة لجميع مواطني الشعب المصري بما في ذلك تلك المبادرة، ولا يسعني ذكرهم بالاسم، فهم كثر واخشي السهو والنسيان حتي لا ابخس احدا حقه.
أما عن المبادرة ذاتها فأرفقها مع ذلك المقال النبذة لمن يرغب في الإطلاع عليها، فقد يكون بها من الأفكار ما يفيدنا ونحن بصدد البدء في حوار وطني للاصلاح.
لقراءة مبادىء تجديد المشروع الوطنى عبر الرابط ادناه: